الانتخابات و رهانات المرحلة القادمة

وصلنا البيان التالي من مجموعة إلى الإمام والتي دعت فيه إلى التصويت للقوائم الديمقراطية والتقدمية الأكثر تمثيلاُ لكل منطقة معتبرة ان التحدي يكمن في ظهور حزب كبير وطني وعصري يتماشى مع احتياجات البلاد وثورتها ، مضيفة "ان هذه معركة طويلة الأمد وستكون السنوات القادمة ذات أهمية قصوى في هذا الصدد .ومن هذا المنظور سنعمل ونناضل مكرّسين كل جهودنا وطاقاتنا".

وفي ما يلي نص البيان:

"تواجه بلادنا في المرحلة الراهنة تحديّات خطيرة أهمها تضخم التهديدات الإرهابية في ظلّ استمرار حالة الضعف الأمنيّ و استمرار ارتفاع مؤشرات البطالة التي تمسّ ربع العائلات التونسيّة فضلا عن ارتفاع الأسعار الذي يؤثر على الفئات العمّاليّة و الطبقة الوسطى.

ولا تزال الأرياف و المدن التونسيّة تشكو التهميش بعد سنوات من الثورة ممّا وسّع دائرة الشباب اليائس و جعل عدد المرشحين للهجرة يزداد.

إنّ الشعب بكلّ فئاته يشعر بالقلق إزاء المستقبل في حين ظلّ السياسيّون ـ المنغمسون في حملاتهم الانتخابية ـ منفصلين عن الهموم الشعبية و المطالب الثورية و ظلوا يعطون الانطباع بأنهم يعيشون في كوكب آخر بما في ذلك الأحزاب الكبيرة ، إذ لا علاقة لمشاغلها بالمشاكل الحقيقية للبلاد. ولا يحمل أيّ منها مشروعا وطنيا قادرا على فتح أبواب المستقبل أمام الوطن وقادرًا على جمع المواطنين حوله ودفعهم للانخراط في العمل على تحقيقه. 

هذه الفجوة بين الشعب والنخبة السياسية ليست جديدة فقد كانت واضحة خلال ديسمبر 2010 وجانفي 2011. إذ أن الانتفاضة الشعبية تطوّرت في الواقع دون تدخّل الأحزاب وكوادرها.

إنّنا نعتبر أنّ هذه الفجوة قد اتّسعت في انتخابات أكتوبر 2011 باعتبار أنّ نصف الشعب امتنع عن التصويت. ولم تتوقّف عن الاتّساع حتّى الآن.

واليوم على أبواب الانتخابات التشريعية، يبدو أن معظم المواطنين قد قرّروا عدم المشاركة في التصويت. والعديد ممّن عزموا على التصويت، لم يقرّروا بعد لمن سيعطون أصواتهم. ونقدّر أنّ معظم التونسيين يرون أنّ الأحزاب الحالية ليست ذات مصداقية ولا جديرة بالثقة وبرامجها بعيدة كلّ البعد عن المشاكل الحقيقية الّتي يواجهونها يوميًّا.

إنّ حالة القطيعة والفجوة هذه خطيرة للغاية ولكننا نعترف بأنّها مفهومة تاريخيًّا.

فالفجوة بين النخبة والشعب هي فجوة بين القديم والجديد. فقد أثارت الانتفاضة الشعبية في 2010-2011 مشاكل جديدة لا تقدر العقول الحزبية الحالية على استيعابها ذلك أنّ  الطبقة السياسية الحالية تشكّلت تحت النظام القديم واكتسبت منه بعض الصفات : غياب الرؤية الواضحة لما يجب فعله لحلّ المشاكل الكبرى الاقتصادية والاجتماعية وغياب الوعي الوطني والرغبة المستشرية في السلطة من أجل السلطة.   

إنّنا نعتبر أنّنا لا نزال في فترة انتقالية وفترة مخاض ويكمن التحدّي الحاسم في ظهور حزب كبير وطني وعصري يتماشى مع احتياجات البلاد وثورتها، وهذه معركة طويلة الأمد وستكون السنوات القادمة ذات أهمية قصوى في هذا الصدد ومن هذا المنظور سنعمل ونناضل مكرّسين كل جهودنا وطاقاتنا.

والآن، قرّرنا عدم المشاركة في انتخابات هذه السنة بقوائم مستقلّة إذ أنّ مشاركتنا في ظلّ الظروف الحالية لن تعزّز سوى الحيرة والانقسام في حين أنّنا نحتاج الوضوح والوحدة للتقدّم. 

في الانتظار وللعمل للمستقبل سنصوّت ـ وندعو إلى التصويت ـ لصالح القوائم الديمقراطية والتقدّمية الأكثر تمثيلًا حسب المنطقة.

فمن الضروري ألا يكون البرلمان القادم محتكرا من قبل النهضة ونداء تونس ـ وهما حزبان يمثلان الماضي  ــ تقوم سياساتهما وفقا لاستراتيجيات الهيمنة الّتي وضعتها القوى الكبرى. 

إنّ وقف احتكارهما الأبدي للسلطة هو في الواقع ضروري للحفاظ على سيادتنا وللحفاظ على الديمقراطية وللدفاع عن مصالح الجماهير والشباب".

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.