الاستقواء بالشارع.. من أتون السياسة إلى خندق الرياضة

بعد أن كان الاستقواء بالشارع سلاحا تحتكره الأحزاب السياسية لخدمة أجنداتها ومراميها الحزبية يبدو أن الأمر قد بات مفتوحا على جهات أخرى لتدلو بدلوها في هذا المجال حيث كثر العازفون على الوتر العاطفي للجماهير للاستفادة من هبتها والحصول على مغانم ومكاسب قد لا يستحقونها أحيانا . فالشارع بات وسيلة للضغط نجاحها مضمون.

النادي الإفريقي كان أول المستفيدين من النزول إلى الشارع في الموسم الفارط عندما أوقف أنصار الأحمر والأبيض العمل بالمرسوم عدد 88 القاضي بعدم الجمع بين رئاستي حزب سياسي وجمعية رياضية ليتكرر ذات المشهد مع نفس الفريق في نهاية الموسم الماضي أيضا حين اعتصمت جماهيره أمام مكتب الرابطة بمناسبة الفصل 22 وما تبعه من أحداث سبقت الوصول إلى مرحلة البلاي أوف.

جماهير النادي البنزرتي أيضا وقع استدراجها إلى الشارع بمناسبة الفصل 22 أيضا حيث سجلت الولاية الهادئة أحداثا دامية وصراعا متواصلا لأيام متتالية بين الأمن والمتظاهرين جراء التجييش الذي تم إبان التصريح بالقرار حيث أوهمت هيئة قرش الشمال أنصارها أن الفريق قد هضم حقه وهو ما اتضح عدم صحته لاحقا..

أما هذا الموسم فقد كان النجم الساحلي من السباقين في الخروج إلى الشارع قصد الضغط على الهياكل الرياضية من أجل الحط من عقوبة لاعبها الجزائري بغداد بونجاح الذي عوقب ابتدائيا واستئنافيا بست مباريات قبل أن ترضخ محكمة التحكيم الرياضي للضغط الجماهيري وتحط من العقوبات إلى خمس مباريات فقط دون أي سند قانوني وهي المحكمة الرياضية العليا.

وبعد أن نجح السواحلية في مساعيهم كان من الضروري أن ينسج الصفاقسية على خطاهم ليخرجوا إلى مدينة صفاقس معلنين العصيان ومهددين بحرق البلاد في صورة هضم حقوقهم التي تعني في هذه الحالة الحكم لفائدة النجم الرياضي الساحلي في الإثارة التي رفعها الفريق ضد مشاركة ابراهيما ديديي ندونغ في المباراة التي جمعت الفريقين هذا الموسم.

خروج الصفاقسية إلى الشارع تم بتحريض من هيئة نادي عاصمة الجنوب التي فاتها أنهم باللعب على وتر الجهويات وتحريضهم للجماهير قد يحرقون ولايتهم بأيديهم في صورة ما إذا قضت الرابطة الوطنية يوم غد بهزم السي أس أس ومنح النقاط الثلاث للنجم الساحلي.

الاستقواء بالشارع وحث الأحباء على الاصطفاف إلى جانب فريقهم دون تنظيم أو مراقبة والدعوة إلى مظاهرات وأخرى مضادة من شأنه أن يزيد الشارع الرياضي انقساما وتشرذما بعد أن لعبت به حرب الجهويات لسنوات طويلة لتكون النتائج وخيمة في وضع يفرض أن يكون الجميع يدا واحدة من أجل النهوض برياضتنا وببلادنا بعيدا عن كل الدعوات للتفرقة والانقسام..

الرابطة ستنظر غدا في الإثارة المعروضة على أنظارها وستقرر في النهاية منح نقاط المباراة إلى أحد الفريقين وبالتالي علينا الانتظار والتوجس خيفة من ردود الأفعال بين سوسة وصفاقس طالما "يبشرنا" من حرض الجماهير في هاتين الجهتين بالوعيد والتهديد والتصعيد في صورة ما تم القضاء لغير صالحه مما يجعل الجميع بانتظار لحظة الحسم والقلوب ترجف خوفا مما قد تنتهي إليه الأمور من محظور.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.