الاردني أشرف الزعبي لـ"حقائق أون لاين": المشهد الاعلامي في تونس تطور.. واندماج التكنولوجيا مع عالم الصحافة أثر على المصداقية والحياد

قبل انطلاق فعاليات الملتقى الدولي السنوي للصحافة، تحت عنوان "صحافة التلفزيون و حالة الانتقال، التحديات والسياقات الجديدة"، إلتقينا الوفود المشاركة في المؤتمر، وتحدثنا إلى الدكتور "أشرف الزعبي" أستاذ التلفزة في قسم الاذاعة والتلفزة بكلية الصحافة والاعلام التابعة لجامعة الزرقاء الاردنية، الذي حدثنا عن اثر الصورة على المتلقي في زمن التكنولوجيات الحديثة والإشكاليات والسياقات المتعلقة بها فكان لنا معه الحوار التالي:

دكتورأشرف بمَ تفسر ثنائية واقع التلفزيون وثورة التكنولوجيا اليوم؟

تبقى الصورة من أهم ما أنتجت التكنولوجيا، فلا يمكن اليوم الحديث عن عمل صحفي  دون صورة فهي عنصر أساسي في العمل الصحفي و مهم جدا إذ أصبحت تلعب دورا مهما  جدا في حياتنا اليوم. والتلفزيون من أهم وسائل الإعلام التي تعتمد الصورة أساسا، فهي تجاري التكنولوجيا في جودة الصورة و سرعتها، كاستعمال تقنية HD و البث المباشر وبرامج المونتاج الجديدة. لكن رغم هذه المزايا الا انه وللاسف يوجد احيانا فبركة للصورة، لذلك فإن الصورة سلاح ذو حدين، وتنقسم الى الصورة المباشرة وعلى عين المكان اوجدت ثقة وتواصل بين التلفزيون والمتلقي، لكن يبقى على الصحفيين الالتزام باخلاقيات المهنة.

 ماهو تقيمك للإلتزام الصحفي بالأخلاقيات المهنية في المشهد التلفزيوني؟

لقد تعلمنا منذ البداية انه على الصحفي أن يكون محايدا، و لكن ما نلاحظه من خلال ثورة التكنولوجيا واندماجها مع عالم الصحافة، خاصة مع البرامج والتطبيقات الجدية، أرى أنه لم يعد هناك مصداقية ولا حيادية، فمثلا نرى نفس التقرير في قناتين مختلفتين ولكن إتباعا لسياسة القناة التحريرية يتغير محتوى التقرير ومضمونه ورسالته الاعلامية حسب ما يخدم المؤسسات الاعلامية وتوجهاتها، وهنا تغيب الحيادية.

 هل لك أن تضعنا في إطار واقع الإعلام التلفزيوني في الأردن؟

التلفزيون في الأردن  مايزال  يلتزم بأخلاقيات مهنة الصحافة التي تعلمناها في الجامعة، و بالتالي ليس هناك توجيه داخل مؤسسة التلفزيون الحكومي من اجل تلميع صورة و تلويث أخرى. و مبدأ الحياد موجود في عمل المؤسسة بعيدا عن الاختلاف السياسي بين الأردن و بقية الدول، رغم أن علاقات بلدنا جيدة مع اغلب الدول الأخرى، و بالتالي فالصحفي داخل الأردن هو محايد  يلتزم بالمعايير الأخلاقية  في نقل الخبر من موقعه كما هو، و ليس مفبركا كما نراه في معظم بعض التلفزات العربية حاليا، و هو ما يدل على أن هذه المحطات مسيرة ضمن منهجية سياسية معينة، كقناتي الجزيرة والعربية فكلتاهما لهما سياسات معينة ضمن منطلق معين، ترفعان نظاما وتسقطان آخر، وتعلمون أن الرأي العام العربي يتابع هذه المحطات بشكل كبير. لذلك نرى ضرورة الالتزام بضوابط المهنة من أخلاقيات وحرفية لضمان أكثر عدد من المشاهدين، وضمان استمرارية الثقة المتبادلة بين التلفزيون والمشاهدين.

 هناك فرق بين الاعلام العمومي والحكومي. في أي خانة تصنفون الإعلام الأردني؟

الإعلام في الأردن حكومي ناطق باسم الحكومة، وبالتالي فهو يعمل ضمن المعايير المهنية، وعلاقات الأردن مع الدول الاخرى تجعل الإعلام الحكومي في مساحة من الحرية و ينقل الصورة كما هي بمصداقية دون فبركة.

 تتوفر الحرفية لدى صحفيي التلفزيون الاردني وبعض الصحفيين التونسيين يعلمون جيدا ما يتميز به  إعلام مختلف المؤسسات الإعلامية العربية المعروفة، وبعد حرفية الاعلام التونسي نجد الصحفيين الاردنيين  في الخبرة الصحفية والحرفية و المصداقية التي اكتسبوها خلال تجربتهم داخل التلفزيون الحكومي الاردني.

 هل ترى أن البيئة الاعلامية الاردنية تتوفر فيها حرية الرأي والتعبير والصحافة والنشر الكافية؟

مساحة الحرية في الأردن شاسعة، فالإعلام الأردني الخاص الذي يضم أكثر من سبع تلفزيونات خاصة تبث عبر الساتلايت تتمتع بحرية كاملة في التعبير عن الرأي و الرأي الأخر، و هناك شفافية كاملة  دون "حارس بوابة" او تقليم محتواها الى جانب هذا هناك اكثر من 100 موقع اخباري معتبر.

ما مدى مواكبة التلفزيون الحكومي الأردني لمجريات التكنولوجيا؟

خلال خمس و عشرين سنة عملت فيها مع التلفزيون الاردني و في الجامعة، مررت بمختلف مراحل تطور تكنولوجيات العمل المتلفز، من الانالوجيك الى الـ HDK  إلى تقنية ال HD ، و برامج الادوب و البريميار و الفاينل كات للتركيب و المونتاج.  و بالتالي فالتلفزيونات في الاردن تعاصر التطور التكنولوجي، سواء  حكومية أو  خاصة.

و من خلال التطور  لم يعد هناك فريق تلفزي يتكون من عشرة اشخاص لانتاج عمل صحفي، فالتكنولوجيات اختصرت عدد المشتركين في انتاج الاعمال الصحفية، فاليوم الصحفي الواحد بهاتفه الجوال يمكن له ان يصور بجودة محترمة و يبث للقناة التي يعمل بها مباشرة من اي نقطة في العالم، فهو الذي يصور ويركب و يسجل و ينتج عملا صحفيا كاملا بفضل تجميع مختلف المراحل في الحاسوب.

و هنا يمكن أن نتحدث أيضا عن صحافة المواطن، و التي يصبح فيها الكل مسؤولا و يجب أن يكون هناك معايير مهنية تنطلق من الصحفي و الفرد أولا، لا يجب تخطيها.

ماهي التطبيقات الجديدة في الاعلام التلفزي في الأرد ن؟

يعيش الاردن اليوم على وقع التطبيقات الجديدة، فمراسلو التلفزيون الاردني يستخدمون هواتفهم المحمولة لتغطية الاحداث و التظاهرات بدلا عن الكاميرا المحمولة، و يكون هناك أحيانا نقل مباشر بالهاتف المحمول، دون مونتاج او فلترة كما هو ، مما اوجد نوعا من المصداقية بين المؤسسة و المواطن.

و في الاحداث الكبيرة تنقل عبر "الواتس اب" الخاص بالتلفزيون، فهذه التقنيات جعلت العالم قرية صغيرة و عمارة تكنولوجية ضخمة، ثم ان العالم انحصر اليوم كله داخل جهاز الهاتف الذكي الذي لا يتجاوز بعض الصنتميترات، فنحن نرى العالم من خلال شاشة الهاتف، نشاهد البرامج و الاخبار و الاحداث لحظة بلحظة.

ما مدى اطلاعكم على واقع الاعلام التلفزي في تونس؟ 

أولا لابد من الاشارة الى أن التونسيين افكارهم دائما متقدمة و يسعون نحو الأفضل، وأرى أن المشهد الاعلامي عموما والتلفزي على وجه الخصوص تطور وتحسن كثيرا، فالصحفي في تونس يسعى لتطوير نفسه وتطوير الاعلام، فحركة التعلم و التقدم مغروسة في شخصية الصحفي.

بالعودة الى الصورة التي قدمتها حول الاعلام في الاردن، الا ترى أنها مثالية شيئا ما مقارنة بواقع الاعلام في العالم العربي؟

عرف التلفزيون الاردني منذ تأسيسه بحرية التعبير و الاعلام، و هو لا يوجه الرأي العام و لكن يشتغل ضمن سياسة الحكومة، و لا يوجد ما يعرف بالاعلام العمومي. و أخذنا نحن الشعب الأردني درسا مما حصل و يحصل في الدول العربية. نحن  نبحث فقط عن الأمن و الأمان،  كما يهمنا استقرار الشارع أولا وقبل كل شيء. فبيئة الحرية و ثقافة الديمقراطية مهيأة بالكامل في الاردن، فهناك الرأي و الرأي الاخر، و النقد موجود. 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.