هبة حميدي –
طفت مسألة التحوير الوزاري مجدّدا رغم أنه لم يمض على التعديل السابق إلاّ بضعة أشهر، إذ أنّ الأيام القادمة قد تنتج حكومة جديدة بالكامل أو حكومة الشاهد بتركيبة قديمة متجددة يكون هو على رأسها للمرّة الثالثة.
ويبدو أنّ الوضع الاجتماعي الساخن الذي تشهده قفصة وتطاوين، والازمة الحادة التي تجري بين وزارة التربية وجامعة التعليم الثانوي، وتدهور الوضع الاقتصادي، مسائل عجّلت في طرح إجراء تعديل وزاري أو ترحيل الحكومة الحاليّة وتعويضها بأخرى.
وحول هذه المسائل تحدثت حقائق أون لاين الى رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة نور الدين العرباوي لرصد موقف حزبه مما يجري خاصّة في ما يتعلّق بأزمة جامعة التعليم ووزارة التربية، فقال: “الحركة سبق ان عبرت عن رفضها الدعوة لحجب الأعداد، وموقفنا مبنيّ على أمرين اثنين، الاول يتمثل في حقّ رجال التعليم بالمطالبة بحقوقهم، والثاني اننا نعتبر أنّ حجب الأعداد مشكل وطني، والشعب التونسي هو المتضرّر لأنّ المسألة ليست مسألة قطاع”.
وعن مدى وجود نيّة لتدخل رئيس الحركة راشد الغنوشي مع القيادة المركزيّة للمنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي في محاولة لتذليل الأزمة الجارية، أفاد محدّثنا قائلا: “ليس لنا نية التدخل في هذا الأمر، نحن ندعو الى حوار سريع وجدّي ومسؤول بين كلّ الأطراف”.
وبالسؤال عن موقفه من دعوة اتحاد الشغل إلى ضخّ دماء جديدة في الحكومة ورفعه الورقة الحمراء في وجه عدد من الوزراء بمن فيهم وزيران تابعان لحركة النهضة وبالاخصّ زياد العذاري، أجاب العرباوي :”أوّلا لم نر دليلا على انّ الاتحاد له هذا الموقف، ثانيا نحن نعتقد أن الحديث عن نجاح وزير أو فشله لا يكون إلا بعد تقييم موضوعي لعمله، وهذا التقييم لم يجرِ بعدُ ولا أحد يمكنه أن يدّعي وجود تقييم لعمل الوزراء، فهذا لم يحصل ولا توجد معايير متفّق عليها وبالتالي لا توجد تصنيفات متفق عليها”.
وبمزيد الاستفسار عن أسباب طرح التحوير الوزاريّ اذا اعتبرنا انّ التقيم لم يحدث، أجاب قائلا: “التحوير الوزاري في جزء منه يرجع الى رئيس الحكومة، ويمكن أن يكون له تقييمه الخاصّ باعتبار أنّ هذه المهمّة تعود له دستوريّا، لكن أن تخرج جهة أخرى غير رئيس الحكومة، هنا لا بدّ أن نتفق على التقييم، ومن غير الممكن أنّ يتطوع أيّ كان لإعلان نجاح أو فشل وزير، دون أن يطلعنا على معيار التقييم، وهذا المعيار غير موجود”.
