بقلم: أحمد وسيم العيفة-
أي رئيس نريد؟ أو ماهي الخصال التي يجب أن تتوفر في رئيس الجمهورية القادم؟ هذا الرئيس الذي سيقود سنوات حاسمة في مستقبل الدولة، وسط "براكين" متحركة إقليميا وفي محيطها على أراضي جيرانها، وهو بذاته من سيكون أمام سنوات الحساب الخاص بترك مسألة الإصلاحات السياسية والاقتصادية .
• هل سيكون الرئيس الجديد يحمل في شخصيته ما ينتظره الشعب من رجل دولة؟
●اختيار الرئيس، هو اختيار "برنامج" و "لمحة نفسية " أو "بروفيل بسيكولوجي".
ينبغي أن أقول أن رئيس الدولة ، ليس وزيرا ولا وزيرا أوّلا أو رئيس حكومة، فالرئيس هو الذي يجسد الدولة عبر شخصيته ويحتم عليه أن يؤمّن هذا التجسيد ويعيشه بامتلاء وعمق.
قوي الذاكرة ولديه إحساس بالتاريخ وبدوره هو في التاريخ، وأن يحمل شخصية قوية وقدرة مشفوعة بقابلية للعمل الرئاسي، يتحدث العربية بإتقان ومحبذ لغات أخرى، يطالع الصحافة التونسية والعالمية، لديه معرفة بالتكنولوجيا الحديثة لأن رئيسا لا يتقن الإطلاع على ايميلاته بصفة شخصية ولا يرسل "تويت " وغير قادر على الاشتغال على غوغل هو رئيس لا يمكنه فهم أو استيعاب العالم، كل هذه عينة من الصفات التي يفرضها الماضي ويحتمها الحاضر ويطلبها المستقبل على رئيس الجمهورية المرتقب.
شعب تونس يحتاج لرئيس صادق مع نفسه ، كاتم للسر، مؤمن بعمل المجموعة ولكن ذا قرار مستقل يعود إليه، قرار لا يقبع تحت وطأة مصالحه الذاتية، يحفظ التوجهات الكبرى ويتعالى على التفاصيل، رئيس يصلح اي مسؤول في الدولة ويكون ضده عندما يخرج عن الطريق الصالح للدولة …
تونس تنتظر رئيسا لديه معرفة عميقة بالمواضيع التي تعطيه صفة تجسيد الدولة، المجال العسكري ، المشاكل الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية … ولديه خارطة طريق مستوعبة للأحداث التي من الممكن أن تشهدها تونس وجيرانها، يعلم أن الأزمات لا تحل الا بالقرارات البعيدة عن "الشعبوية " .
تونس اليوم وأكثر من أي وقت مضى تنتظر رئيسا رئيس له القدرة على خلق التوافق حول التوجهات والبرامج . يجب أن يحمل مصالح دولة كاملة وليس مصالح أطراف معينة أو جهات بعينها دون أخرى.