حاوره: محمد علي الصغير-
يرى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش أن وصف حالة المنظمة المغاربية «بالموت السريري» وصف لا يستقيم ولا يتطابق مع الواقع باعتبار أن هياكل المنظمة المغاربية التي تحتفل بالذكرى 33 لانبعاثها تعمل بشكل طبيعي وتقوم بدورها على أكمل وجه.
ولم يخف البكوش الذي يقوم بتسيير دواليب الأمانة العامة منذ ما يناهز الخمس سنوات ونيف انشغاله بالأزمات التي تمر بها المنطقة والتي كانت لها تأثيرا مباشرا على الوحدة المغاربية.
وعلى هامش اللقاء الذي أداره صباح الاحد 20 فيفري بمقر بلدية القلعة الكبرى ضمن منبر حوار نظمته جمعية علوم وتراث تحت عنوان «تونس والمغرب العربي : من معركة التحرير الى وحدة المصير» التقت حقائق أون لاين الطيب البكوش وكان لنا مع الحوار التالي:
يصف البعض حالة الاتحاد المغاربي بالجمود والركود بسبب انشغال كل الدول الأعضاء بمشاكلها الداخلية. كيف كانت تحركات الامين العام لكسر هذا «الجمود» ؟ هل هناك اتصالات مع قادة الدول في هذا الشأن ؟
ليس سرّا على أحد أن كل بلد منشغل أساسا بقضاياه ومشاغله الخاصة وان ذلك عامل من عوامل نقص الاهتمام بالقضايا الإقليمية . وهو أمر طبيعي اذ نظرنا الى الأمور من هذه الزاوية ، لكن ما يبدو لي غير طبيعي هو ضعف الوعي عمليّا بأن جوانب هامة من المشاكل الداخليّة يمكن ان تجد لها حلولا في العمل الجماعي وتجسيم الاتفاقيات والمواثيق الإقليمية المغاربيّة بالتقدم في طريق التكامل والاندماج .
وهو ما أسعى الى نشر الوعي بدوره ولاسيما بربط قاطرة المغرب الكبير بالاتحاد الافريقي الذي يمثل الاتحاد المغاربي احدى ركائزه الثماني ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى بتحميل المجتمع المدني مسؤولياته التاريخية الإقليمية .
في خطاباتهم الرسمية يؤكد المسؤولون المغاربة على حتمية الحفاظ على وحدة الاتحاد كصمام أمان أمام المتغيرات الجويستراتيجية التي تهدد الكيانات المنفردة. على أرض الواقع، هل لمستم خطوات في هذا الشأن وماهي الأدوار التي بامكان الدول المغاربية أن تلعبها منفردة أو مجتمعة في هذا السياق؟
الخطابات الرسمية تدل على وجود وعي بذلك متفاوت ولكنه ثابت ، الا أن الاشكال هو في ضعف ترجمة الخطاب على أرض الواقع .واذا كانت القرارات الجماعية يعرقلها بند الاجماع الذى هو بمثابة حق النقض ، فان ذلك لا يمنع العمل الثنائي أو الثلاثي الذي يمكن له ، ان كللّ بالنجاح، أن يكون مثالا يحتذي من الجميع . ويمكن أن يطبق ذلك على جميع القطاعات وان تكون نتائجه ايجابيّة لفائدة الجميع .
كل الدول المغاربية تعيش على وقع مخاضات سياسية عسيرة ؟ كيف ينظر الاتحاد لهذه التحولات التي سيكون لها حتما تأثير مباشر على سير دواليبه ؟
جميع الأوضاع الانتقالية تمثل مخاضات متفاوتة العسر وهي طبيعيّة تندرج ضمن الحركيّة التاريخيّة الدائمة. ويجب أن تقيم من هذه الزاوية لا من زاوية الجمود . كما أن تأثيرها على سير دواليب الاتحاد يقيم من هذه الزاوية ذاتها، وهو يتأقلم مع كل ذلك ويدرجة ضمن برامجه بما فيها على سبيل المثال مراقبة الانتخابات. وللأمانة العامة اتفاق ممضى من وزارة الشباب الليبيّة والهيأة العليا المستقلة للانتخابات بليبيا. ولا ضير في ما تقرّر من تأجيل لها .
تشهد العلاقات بين الجزائر والمغرب توترا غير مسبوق، هل ثمة مبادرات وساطة بين الطرفين لحلحلة الأزمة التي سيكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها ؟
صحيح ان توتر العلاقة بين الجارتين الكبيريين، المغرب والجزائر، يؤثر على الاتحاد ككل، ولكننا لا نفقد الأمل في انقشاع هذه الغمامة لأن المصالح الموضوعيّة للشعبيّن ولكافة شعوب المنطقة تقتضي ذلك ، أما المساعي، ان كانت( وخاصة من قبل تونس وليبيا وموريطانيا )، فالمصلحة تقتضي أن تكون في كنف الكتمان.
بين ما يأمله الشعب المغاربي وبين الخطوات التي يتم اتخاذها على مستوى القيادة بون شاسع وهوة عميقة. هل ثمة بصيص أمل في هذا المشهد الذي يتصف بالقتامة في علاقة بوحدة مصير المنطقة وما السبيل الى ذلك؟
طبعا ليس سرّا أنه يوجد بون بين آمال الشعوب وطموحاتها والواقع المعيش . لكن يجب ان لا نركن للإحباط واليأس وانما نضاعف الجهود، وطنيا وإقليميا وقاريا للتقدم في طريق البناء والتكامل والاندماج الذي هو الهدف الأسمى.