استنجد بقطر وتركيا: هل يكون المرزوقي مرشح النهضة للانتخابات الرئاسية؟

 بسام حمدي-

استقالة مدوية وإعصار جديد من أعاصير الاستقالات نسف اليوم حزبا سياسيا آخر في تونس وهو حزب الرئيس السابق المنصف المرزوقي المتفرّخ عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية فكشف عن بعض ملامح الخارطة السياسية في فترة الاستحقاقات الانتخابية القادمة ولاسيما في انتخابات قصر قرطاج.

 

وباء الانشقاق والاستقالات استشرى هذه المرة داخل حزب الرجل الذي فوّضه المجلس التأسيسي لرئاسة تونس بعد الثورة بعد أن استقال أ منه أكثر من خمسين قياديا وعرّى بيان استقالتهم حقائق جديدة تتعلق بتكتيكات المرزوقي الداخلية والخارجية.

 

"استقال المرزوقي وبقي "المنصف" وذلك باستقالة المدافعين عن "المرزوقي" الحاملين لفكرة زعامته للبلاد، وبقي "المنصف" الحالم بالعودة الى القصر الذي يعتلي هضبة قرطاج من باب قطر وتركيا، فأوضحت وثيقة الاستقالة أن المشاريع التي نصت عليها وثيقة تأسيس الحزب  ذهبت أدراج الرياح نتيجة تقديم الطموحات الرئاسية على غيرها.

 

"الحزب أصبح واقعيا منضويا تحت جناح أحد أطراف الحكم بناء على حسابات انتخابية صرفة متعلقة بالرئاسيات"، أبرز النقاط التي كشفت أن المرزوقي أصبح منضويا تحت حركة النهضة ليكون مرشحها في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيما وأن الحركة لم تعلن بعد عن ترشيح شخصية منها للرئاسيات المقبلة.

 

وهذه النقطة أوضحت أن حليف النهضة في حكومة الترويكا ،المنصف المرزوقي، عاشق لكرسي قرطاج وحالم بالعودة اليه في ركب حركة النهضة علما وأن جزءا هاما من القاعدة الشعبية للحركة أصبح يرى أن المرزوقي يدافع عن الثورة وعن الديمقراطية أمكثر من راشد الغنوشي الذي تحالف مع الباجي قائد السبسي.

 

" هذا التموقع السياسي الداخلي ادى كذلك لاصطفافات اقليمية قائمة على الانحياز لانظمة وزعامات بعينها بشكل آلي وليس على أساس المصالح التونسية العليا والسيادة الوطنية والدفاع عن الديمقراطية وقيم الحرية"، نقطة ثانية في بيان الاستقالة كشفت عن معطيين اثنين، أول يتعلق بتوجه المرزوقي لحلفاء النهضة الاقليميين لدعمه في الانتخابات الرئاسية، ومعطى ثان يمكن اعتباره بالخطير  ويتعلق بالمس من السيادة الوطنية والمصالح التونسية العليا في انحياز المرزوقي لزعماء دول أجنبية.

 

استقالة قيادات حراك تونس الارادة من الحزب عنونوها باستحالة إصلاح مسار الحزب سياسيا وتنظيميا وفسروا منطق الاستحالة 

باصطفاف المرزوقي وراء كل من الجبهة الاقليمية المتكونة من تركيا وقطر وذلك ما أكده طارق الكحلاوي في تصريح لاذاعة "شمس اف أم".

 

اصطفاف المرزوقي وراء الدول الراعية للمشروع الاخواني كشفه كذلك عدنان منصر معلنا عن مبالغة رئيس الحزب في ابداء تعاطفه مع مواقف قطر التي يغازل من خلالها قواعد النهضة مستغلا ضعف موقف زعماء النهضة في التعبير عن موافقهم من المسائل الاقليمية.

 

و كل هذه التحركات الاقليمية والداخلية لحليف النهضة السابق هدفها كرسي قرطاج، ذلك ما أعلن عنه عدنان منصر في تصريح لاذاعة موزاييك اليوم منوها بكونه يغازل الكتلة البرلمانية الكبيرة، وهي كتلة النهضة، ظنا منه أنها ستحقق أحلامه وتنصبه من جديد في منصب رئيس الجمهورية.

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.