كشفت مصادر سياسية أن اجتماع مجلس شورى حركة النهضة الذي دار نهاية الاسبوع الفارط، اتسم بتوتر في النقاش وعكس انقساما واضحا، دفع رئيس الحركة راشد الغنوشي إلى التدخل بعبارات وُصفت بـ"العنيفة"، حيث أبلغ المشاركين في الاجتماع المذكور أنه "رئيس الحركة وبحكم نصوص التنظيم الداخلي يحق له اتخاذ الموقف المناسب، ومن يُخالف ذلك عليه الدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي للحركة والمطالبة بعزله".
وأكدت ذات المصادر لصحيفة العرب اللندنية الصادرة اليوم الاثنين 15 ديسمبر 2014، أن الغنوشي لم يُفلح في فرض موقفه خلال هذا الاجتماع، فاختار البقاء في "المربع الرمادي" على وقع تزايد الإملاءات الخارجية وخاصة منها القطرية، وإكراهات دولية أخرى لم يعد بإمكانه تجاوزها بعد أن ارتهن هو وحركته بالكامل إلى أجندات خارجية مازالت تُراهن على المرزوقي لاستكمال مشاريعها المشبوهة، وفق مصادر الصحيفة.
وكشفت في هذا السياق، أن موقف الغنوشي الذي فشل في تمريره خلال الاجتماع الـ33 لمجلس شورى حركته، تبلور في أعقاب اجتماعه يوم الخميس الماضي مع سفير أميركا لدى تونس جاكوب والس الذي جاء بعد يوم واحد من مشاورات مُكثفة أجراها وفد محسوب على الجناح المُتشدد في حركة النهضة الإسلامية مع موظفي سفارة قطر بتونس.
وعلمت صحيفة العرب أن والس أبلغ الغنوشي خلال هذا الاجتماع أن بلاده "تأمل في نجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس، وتحرص على تكريس التوافق"، وما فُهم من ذلك رغبة أميركية في الابتعاد عن المرزوقي الذي أصبح يُشكل خطرا بالنسبة إليها على التوافق والوحدة الوطنيين في تونس.
ويبدو أن هذا الموقف الأميركي يأتي ردا على مشاورات أجراها وفد من قيادات حركة النهضة مع عدد من كبار موظفي سفارة قطر بتونس، أكدوا استمرار المُراهنة على المرزوقي، ودعمه خلال الدور الثاني من الاستحقاق الرئاسي.