مروى الدريدي-
لا يُوحي مظهر مجموعة من الأشخاص بزيّهم البدوي الصحراوي وجِمالهم بأنك أمام فرقة متميزة من الجيش الوطني، تنتمي إلى الفيلق الأوّل الترابي الصحراوي برمادة، هي دورية المهاري التي تعاضد مجهودات الدوريات البرية والجوية بالاستعانة بمنظومة المراقبة الالكترونية المتطورة لتأمين الحدود من مخاطر الارهاب والتهريب والسهر على سلامة التراب التونسي.
دورية المهاري قادرة بجِمالها المدرّبة على التوغّل في العمق الصحراوي والسير في الكثبان الرملية أو ما يعرف بـ"العروق الرملية" التي لا يمكن الوصول إليها بالسيارات، وتمتاز بقدرتها على التأقلم في المناخ الصحراوي القاسي الذي يصل إلى 50 درجة صيفا ودرجتين تحت الصفر شتاء، على غرار بقية الدوريات الأخرى.
ومن خصائص هذه الدورية، السرية والنجاعة في التدخل والقدرة على تقفي الأثر وردّ الفعل بسرعة، ولها من وسائل الاتصال ما يسمح لها بالتواصل مع مقر القيادة أو مع باقي الدوريات الأخرى، فضلا عن قدرتها على العيش في الميدان من أسبوع فما فوق بالامكانيات اللوجستية والوسائل المتوفرة لها.
مظهر دورية المهاري المميّز بسلاحها الذي يزين زيها البدويّ وجِمالها الشامخة رؤوسها وقدرتها على التأقلم في المناخ القاسي الذي تعمل فيه، يجعلك تطمئنّ على أمن الحدود التونسية وتثمن مجهودات الفيلق الاول الترابي الصحراوي الذي يسهر على أمن العباد والبلاد والمنشآت التي تقع في نطاق مسؤوليته.
يمسح قطاع مسؤولية الفيلق الأول الترابي الصحراوي برمادة 35 ألف كلم مربع، منها 280 كلم حدودا مع ليبيا و310 كلم حدودا مع الجزائر، وأبعد نقطة تبعد عن مقر الفيلق 320 كلم أي 9 ساعات بالسيارة وساعة ونصف بالمروحية، وتعتبر مساحة تدخل الفيلق شاسعة من حيث الامتداد الجغرافي وتتطلب وسائل مادية ولوجستية وبشرية هامة لتحقيق السيطرة.
وبعثت النواة الأولى له سنة 1957، وفقا لما أفاد به آمر الفيلق الأول الترابي الصحراوي العميد شكري بلحاج محمد، لممثلي وسائل الاعلام على هامش زيارة ميدانية إلى الفيلق نظمتها وزارة الدفاع الوطني، كما تمّ سنة 2004 رسميا بعث الفيلق الاول الترابي الصحراوي، وتتركز دورياته بكل من رمادة وبرج بورقيبة وبرج الخضراء وقرعة صابر.
وتتمثل مهام الفيلق في تحقيق التواجد ومراقبة المسؤولية بواسطة الوحدات الترابية والمراكز المتقدمة والدوريات بالسيارات والدوريات بالمهاري والدوريات الجوية بالاستعانة بمنظومة مراقبة الكترونية وذلك بهدف الاستعلام والتفطن والتصدي للتسللات وكل أشكال المساس بسلامة التراب الوطني.
كما يتولى الفيلق تقديم الدعم للمواطنين والوافدين بالقطاع الصحراوي وتنفيذ مهامات ذات الطابع العام من تدخل لمجابهة الكوارث الطبيعية ونجدة المواطنين والمشاركة في مهام حفظ النظام وتأمين النقاط الحساسة.