يسرى الشيخاوي-
قلب الذيب، مسلسل أثار جدلا واسعا قبل بثّه، وكانت منتجته عرضة لوابل من الاتهامات بالخيانة والغدر بعد أن باعته إلى القناة الوطنية الأولى، وهو الإنتاج الذي حُسب على قناة الحوار التونسي.
وجدل تحويل وجهة المسلسل من قناة الحوار التونسي إلى القناة الوطنية الأولى، عقبه جدل قضائي بعد أن تقرّر إيقاف بثّه بإذن من المحكمة، إذن سرعانما التغى في الطور الاستئنافي ليكون الجمهور على موعد مع عمل قيل إنّه تاريخي لكنّ الحلقات الأولى جاءت لتقوّض هذا القول.
والأخطاء التاريخية التي شابت العمل الدرامي أثارت عديد المؤرخين الذين وضوعوا أصابعهم على مكامن الداء بالسيناريو في الجانب المتعلّق بالتاريخ والتأريخ، وامام احتدام الانتقادات "تزيّن" الجينيريك بـ" هذا العمل درامي ولا يمت للواقع بصلة".
وإن كان "قلب الذيب" العمل الأول للمخرج فإنّ ذلك لا يبرر بعض الأخطاء التاريخية التي تخص ذاكرة بلد وتاريخه، والأخطاء التي تخلّلت السيناريو والأزياء واللهجات لا تنفي وجود نقاط ضوء في العمل من بينها موسيقى الجينيريك والموسيقى التصويرية وأداء بعض الممثلين الذين حاولوا قدر المستطاع تجاوز ضعف النص.
عند الحديث عن الموسيقى التصويرية لا يمكن المرور دون الخوض في مسألة إدراج مقطع صوتي لغزالة الميساوي دون استشارتها، وهي أصيلة سيدي بوزيد نزّل لها ابنها مقطع فيديو على الفايسبوك وهي تؤدّي أغنية " لا من يجينا" لتتفطن إلى استعمال صوتها في مسلسل "قلب الذيب.
بعد إثارة المسألة تفاعلت منتجة العمل خولة سليماني مع المعنية بالأمر وأدرجت اسمها في جينيريك النهاية مع شكر خاص، ليتفاجأ رواد الفايسبوك بتدوينة لبلقاسم جدي صاحب راواية " وجع الحديد" تحدّث فيها عن سرقة بعض الأحداث من روايتها.
وفي التدوينة ذاتها أورد مقاطع من الرواية الصادرة سنة ستة عشر وألفين وقارنها ببعض المشاهد في مسلسل قلب الذيب على أن يلحقها بتدوينة أخرى يحصر فيها أوجه التشابه بين أحداثها وأحداث المسلسل.
وبالتأمل في ما أورده جدي في حديثه، يبدو أن اتهاما بالسرقة الفكرية يلاحق قلب الذيب، وفيما يلي التدوينة كاملة للاطلاع على نقاط التشابه بين الرواية وسيناريو المسلسل:
"أنا بلقاسم الجدي صاحب رواية " وجع الحديد " التي أصدرتها 2016 :
* 1 / وجدت تناصا وتصاديا وتماثلا تعجبتُ له بين ما ورد في الرواية وما ورد في المسلسل التونسي " قلب الذيب " .
* 2 / الأخطر – ان كان مقصودا – هو تشويه الأحداث وانتقاؤها وبالتالي قلب الفكرة التي أردت ايصالها ونسفها ..
*3 / ملاحظة : الحديث عن المقاومة : الفلاقة // والخط الاستسلامي في وجع الحديد ليس الاّ جزء من الرواية تفرع عن الحدث الام ….. وهو حكاية المفاتيح الفلسطينية والاندلسية وتفاصيل اخرى ل يسمح المجال بتفصيلها …..فالرواية تتناول مسألة حضارية تاريخية تنفتح على مسألة وطنية تونسية وهي مقاومة المستعمر الفرنسي …
*4 / هل هي الصدفة ؟؟؟…. الصدفة هل تتكرر في عشرات الصفحات ؟؟؟ أمر يدعو الى الحيرة ؟؟؟؟؟؟؟؟
* 5 / صديق كان قد قرأ الرواية وشاهد المسلسل ….. لفت انتباهي ….. فعدت الى أغلب الحلقات وشاهدتها ……وعدت الى الرواية وأخذت اليوم مجرد عينات … ومن يمتلك منكم الرواية يمكنه ايضا العودة الى الصفحات " 29-30–31- 32 – 33 – 34 – 35 -75 – 88 ( التي سأورد مقتطفاتها قريبا ) …… اذن مبدئيا نأخذ هذه الصفحات كأمثلة لهذا التشابه العجيب اللافت :
*****************************************************************************
*الصفحة 7 : " تحسستْ تكوّرَ صُرّتها وما تاخمها ….ألم تلهثْ تحت كسوة عشبية اللون تفتقت ْعن أزعرَ ذي عينين خضراوين …. أحد غزاة الارض ….. وهاهو يفتح جرحا غائرا في العِرض ….. كُدس من شبَق رَكبها …..عصركِ يا زايدة ….. ونشَركِ فوق هشيم مِشواك… أكلت ابرُه ظهركِ وشبعتْ من مؤخرتكِ ….. صبّ فيك كل حقده وهو يقهقه….. " لا تستسلمون .. تنتصرون أو تموتون ….. وترك فخذيك كشارة نصر منكسرة …… وتفَل على وجهك لا عنا جنرالاته الذين أبحروا به ….من جنة الارض الى جحيم البيداء " ….. ( انظر ما قالته دليلة مفتاحي " الأرض تتفكْ ..والعرض تهتك ْواللي فكْ هو اللي هتك ْ…" الحلقة 15 / الاخيرة : الارض والعرض )
*الصفحة 8 : " وسيكبر فيك الجنين .. لا أب له ……لونه الأزعر الهارب الى الحمرة …..وخُضرة عينيه سيشهدان عند الولادة أن لا فاعل الاّ هو: ( انظر حلقة 5 1من المسلسل " / نهايته )
" أزعر أخضر العينين التهمني … كما التهموا خارطتنا وما فيها من نخيل ومن ثروات تحت الارض وما في بحرها من لآلئ ودرر …… في أحشائي- يا سعيد – يتحرك رومي صغير ….. لا أدري هل تعترف به حفيدا ……أم تعده لقيطا ..: ( انظر الحلقة 15 من المسلسل / نهايته )
*صفحة 11 : " غرز فيّ مخالب كبته ونقمته على أسود صحرائنا ……ليته غرز فيّ حرابه بعدما فعل فعلته …… زرع فيّ جنينا وسأكون أنا وحدي الحاصدة …….هو زرع الشوك وانا سأجني الجراح "
" مازال الرومي الصغير في بداية حراكه ……لعله يلعنني والازعر …….آه ليتني أتقيأ هذا الغازي لأحشائي ابن الغازي لأحشاء وطني ……. ينتهكون الأرض والعرض : ( التركيز على الارض والعرض …وجعله مركز ثقل المسلسل في الحلقة الاخيرة مع ميلاد اللقيط : ابن الفرنسي ومشهد الولادة : دليلة مفتاحي والممثلة المغتصبة …
* الصفحة 13 : " سالمة تُطل الان على المئة ….. وتقول أنها تذكر موت سيدي المنصف بي……. وأنها لن تنسى ذاك اليوم الذي كسفت فيه الشمس حزنا…… وكيف ان الرياح قد غضبت من شمال البلاد الى جنوبها : ( المنصف بي في احدى الحلقات / افتحي لهداوي خاصة )
" زايدة تحكي لسالمة عن سرّ …… دخلت الى دهليز وأتت بصرّة من الحشائش وخلطتها في قدر فخار ……وأمرتني ان اشرب ولامست بطني …..// الحشائش ومحاولة اسقاط الجنين حتى الاناء فمن فخار ؟؟؟؟
* الصفحة 14 – 15 : " أمّها – أم المغتصبة – كستها صفرة تحمرّ في أسّ خديها الناتئتين وزادها وشم النخل وقارا " // أليس هذا الوصف ينطبق تماما على البطلة دليلة المفتاحي : وجهها صفرة وحمرة والوشم بدقته
* الصفحة 22 : " ابنك نُويل نزل من الجبل يعشق الدعة والنوم والهروب وطاعة لمُريد نابليون ……دعوة مستجابة لسيدهم الذي علمهم النزول والتنازل …… وأنت نزلت من بطن زايده الى هذا الوجود في ليلة انفلقت فيها السماء على الارض ……// شيدهم بورقيبة وما مثله في المسلسل من تنازلات في المسلسل ..
* الصفحة 24 : " وأنت يا شيماء ألم يكن " ربيّح " الفحّام ……وهو يطارد خبزه يردد …( عباس الفحّام في المسلسل / تغيير الاسم فقط )
* الصفحة 26 : " وحكى حفيد شيماء أن هذا البئر بناه أحد أحفاد شيماء أثناء " القيرة الثانية "
( القيرة الثنية : الحرب العالمية الثانية )
* الصفحة 28 : " كانت ترحي وتحكي .. صرة قمح هي ما تبقى من الكيس على جنبات الرحى من الطحين …( مشهد دليلة المفتاحي وهي ترحي ……ايضا حكاية " الطحين " والشكارة والفارينة والقوادة )
" نصف قرن ونيف على دخول احفاد نابليون لبلاد المندرة والصابة " ( فترة الاستعمار ..والشمال التونسي اين وقع تصوير المسلسل )
" لخضر حفيدك يا سعيد شلغوم عرّس بقاوريه عام 34 .." (القاورية أو اسم " العكري " او ذكر التاريخ 1934 فترة ظهور الحزب الجديد )
**** قريبا سأقدم امثلة اخرى من التشابه بين الرواية والمسلسل …."