أمل الصامت –
شدّد القيادي بحركة النهضة وعضو مجلس شوراها عبد الحميد الجلاصي على ضرورة تدخل الجهات الرسمية للتوضيح والطمأنة على خلفية ما ورد في التقرير الفرنسي حول محاولة الانقلاب المزعومة في تونس، قائلا: “لا يمكن ان نقبل ان تمرغ سمعة الناس على قارعة الطريق بتهم تخل بالشرف الوطني، أو إن كانت هناك شبهة ما أن تاخذ مسارها الطبيعي. لا يمكن أن نقبل في وضع ديمقراطي هذه الضبابية وخاصة ونحن على أبواب موسم سياحي واعد”.
واعتبر الجلاصي في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الاربعاء 13جوان 2018، أن الصحفي الفرنسي الذي كتب التقرير، حقق على المستوى الشخصي ما يرجوه وأكثر وأصبح في قلب النقاش العمومي في البلاد بما جعله يستعيد شيئا من الألق الذي كان له قبل الثورة، حسب قوله.
ثم استدرك قائلا: “فقط غفل عن اختلاف السياقات”، موضحا أن الصحفي المعني حينما كتب كتابيه الاولين لم يهتم كثيرون بمدى دقة المعطيات لأن القضية المركزية حينها كانت كسر المناطق المحظورة على غرار نمط الحوكمة والفساد والعائلة، وبالتالي نقل همس المقاهي إلى التداول العام، وفق تقديره.
وتابع في سياق تفسيره لصدور مثل هذا التقرير في هذا الوقت بالذات والذي تعيش فيه البلاد على وقع تجاذبات وجدل سياسي كبيرين بالقول: “الآن الأوضاع تختلف. الدولة دولتنا.. ومؤسساتنا رغم كل ما يمكن ويجب أن نقوله حول أدائها فهي تشتغل.. فنزل المقال في سياق مغاير جوهريا، ومع ذلك أحدث أثرا”.
وأضاف في ذات السياق أنه يجب الاقرار بأننا في وضع استثنائي منذ أشهر وأن موضوع التغيير الحكومي عطل البلاد وترك فراغا، قائلا: “عندما يقصّر الرسمي يحتل غير الرسمي، بل الموازي المساحات ليصنع واقعا جديدا، ولذلك لا بد من الاسراع باغلاق ملف التغيير الحكومي بهذه الوجهة أو تلك، فالبلاد لا تحتمل هذه المراوحة التي يبدو أن البعض يستمرئها”.
أما في رده على اتهام حركة النهضة بالوقوف وراء هذا التقرير على غرار ما صرّح به القيادي بحركة نداء تونس برهان بسيس كونه رواية نهضوية، فأجاب محدثنا يالقول: “نحن ننافس، و عندما نفعل ذلك نفعله بشرف. يخطئ من يظن ان هذه الاشاعات تمس فقط من هذا المسؤول او ذاك. انها تمس من ديمقراطيتنا التونسية”.
وتابع: “نحن في حركة النهضة نحيي كل مسؤول خدم البلاد وقدم لها. نتفهم ان تحصل اخطاء في الاداء او مشكلات في الانسجام داخل فريق عمل، وهذه تعالج بكل اللياقات المطلوبة. اما المس بالأعراض، او تهديد المصالح العليا للبلاد وصورة استقرارها وتماسك مؤسساتها فليس من القضايا التي يمكن ان توضع في موقع التنافس السياسي”.
وفي هذا الإطار دعا عبد الحميد الجلاصي إلى ضرورة صياغة ميثاق شرف للتنافس السياسي يثمن دور كل من تحمل مسؤولية في بناء الدولة وديموقراطيتها، ويحدد المصالح الاستراتيجية الكبرى التي ينأى بها عن التنازع السياسي ومنها صورة الديمقراطية وشفافية المؤسسات وسمعتها، ومنها عدم اللجوء إلى أساليب الكولسة للتلاعب بالرأي العام.
وللإشارة فقد تداولت عديد وسائل الاعلام المحلية والأجنبية تقريرا عن أحد المواقع الفرنسية زعم فيه صاحبه “نيكولا بو” إحباط مخطط انقلاب في تونس كان يعد له وزير الداخلية المقال لطفي براهم بالتنسيق مع دولة الإمارات وعدد من السياسيين التونسيين، علما وأن هذا الصحفي غير موثوق باعتباره اشتهر بالعمل على الابتزاز والارتزاق.