من منطلق إيمانها بأهمية الدور الاجتماعي التضامني للمؤسسات الاقتصادية الوطنية، قامت شركة اتصالات تونس بمناسبة العودة المدرسية بتوزيع 2075 محفظة للتلاميذ في عديد ولايات الجمهورية، إضافة إلى تأمين نقل ألفي تلميذ من القاطنين في الأرياف على امتداد السنة الدراسية 2018-2019.
وتنقسم المحافظ التي تم توزيعها إلى 1075 محفظة بالتعاون مع جمعية عمل وتنمية متضامنة (ADS) استفاد منها تلاميذ في 20 مدرسة موزعة على ولايات بنزرت وقبلي وسليانة والكاف وسيدي بوزيد وقابس والقصرين وقفصة، أما الألف محفظة المتبقية والتي تحتوي على جميع الكتب والكراسات والأدوات المدرسية فكانت بالتعاون مع جمعية المدنية.
أما بالنسبة لتأمين نقل التلاميذ في المناطق الريفية البعيدة عن أقرب مدرسة بين 5 و13 كيلومترا، فجاء ذلك في إطار مواصلة دعم "برنامج فاطمة" الذي بادرت به جمعية المدنية منذ سنة 2014.
وكان "برنامج فاطمة" قد أمّن إلى غاية السنة الفارطة نقل 1300 تلميذ يزاولون تعليمهم في 150 مدرسة موزعة على ولايات نابل والكاف وباجة وجندوبة والمهدية والقيروان وسليانة وقبلي، مما ساهم في التقليص في نسب تغيبهم عن مزاولة الدراسة وبالتالي تقليص نسب الانقطاع عن الدراسة في سن مبكرة بسبب معضلة النقل.
وانطلقت فكرة البرنامج من قصة واقعية عاشها رئيس "جمعية المدنية" لطفي مقطوف عندما كان موجودا في أحد أرياف سليانة وصادف التلميذة "فاطمة" التي كانت متوجهة إلى مدرستها البعيدة عن مكان إقامتها قرابة الـ10 كيلومترات، سيرا على الأقدام، لذلك حمل هذا البرنامج اسم "فاطمة"، التي كانت أولى المنتفعات بالنقل الريفي المدرسي رفقة مجموعة من أبناء وبنات جهتها.
ولعل ما تتتسب فيه قلة ذات اليد والمسافات الطويلة بين المدرسة وأماكن سكنى القاطنين في المناطق الريفية من انقطاع عن الدراسة في سن مبكرة، أبرز الأسباب التي جعلت اتصالات تونس سباقة في الوقوف جنبا إلى جنب مع مكونات المجتمع المدني الناشطة في المجالات المتعلقة بالتربية والطفل، لتثبت سنة بعد أخرى التزامها بالدور الاجتماعي التضامني بعيدا عن الجانب التجاري الربحي الذي تسعى إليه كل مؤسسة اقتصادية، وذلك من منطلق وعيها العميق بمسؤوليتها الاجتماعية وبدورها كمؤسسة مواطنة تحرص على دعم مثل هذه البرامج النبيلة والفاعلة التي توفر الحق في التعلم لكافة التلاميذ أينما كانوا.