يسرى الشيخاوي-
في الوقت الذي خيّر فيه مخرجون استكمال تصوير بعض المشاهد العالقة في مسلسلاتهم التي تخوض الباث الرمضاني لهذه السنة، خيّر المخرج الأسعد الوسلاتي أن يغرّد خارج السرب وإيقاف تصوير مسلسل "حرقة" حفاظا على صحة الفريق وعلى القيمة الفنّية للعمل.
وقرار لسعد الوسلاتي غيّب "حرقة" عن الدراما الرمضانية على ان يتواصل تصوير هذا المسلسل الذي يحيل الـ"تيزر" الخاص به على ضخامته من ناحية المعدّات والتقنيات المستعملة على حد سواء، حينما يتحسّن الوضع الصحّي في البلاد.
واستئناف التصوير مع استقرار الوضع في تونس، يؤجّل عرض المسلسل إلى الموسم الشتوي، الأمر الذي يكسر مناسبتية الدراما، ويضع صناع المسلسل أمام تحدّ جديد في مواجهة الجمهور خارج السباق الرمضاني.
ومن المنتظر أن يستكمل المخرج والفريق التقني المشاهد المتبقية من "حرقة" في نهاية شهر ماي أو بداية شهر جوان بعد انتهاء الحجر الصحّي، علما وأن أكثر من ثلث مشاهده صورت في الماء مع حضور كبير لممثلي "الكومبارس".
و"حرقة "، تجربة درامية يتماهى فيها الإنساني بالفني وتجنع من جديد بين المخرج الأسعد الوسلاتي والسيناريست عماد الدين حكيم مع شركة "دي جي برو" في تنفيذ الانتاج ومؤسسة التلفزة التونسية على مستوى الانتاج، بعد أن جمعهم مسلسل "المايسترو" رمضان الفارط.
وبعد ملفّ مراكز الإصلاح، تطرج الدراما قضية الهجرة غير النظامية من زوايا نظر مارقة عن السائد والمألوف من خلال إلقاء الضوء على معاناة المهاجرين غير النظاميين ممن فقدوا في عرض البحر أو ممن نجوا والتحقوا بمراكز الحجز بعد بلوغهم التراب الإيطالي.
هذه الرؤية الدرامية لقضية إنسانية شائكة ومتشعّبة يجسّدها الأسلوب الإخراجي المتفرد للسعد الوسلاتي وأداء لعدد من الممثلين اللذين شاركوا في "المايسترو" على غرار وجيهة الجندوبي، ورياض حمدي، ومالك بن سعد، ومريم بن حسن، سناء الحبيب وحكيم بومسعودي إلى جانب عائشة بن أحمد، وعبد اللطيف خير الدين، ومحمد حسين قريع، ومهذب الرميلي، وريم حمروني، وأسامة كشكار ونبيل شاهد إَضافة إلى عدد من الممثلين الأجانب.
