و أوضح العبيدي أنه تلقى مقترحا من أطراف أجنبية -لم يسمها- بجعل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في تونس يكتسي طابعا خاصا يختلف عن طرق الاحتفال به في السنوات الماضية وذلك عبر جلب "شعرة" للنبي محمد وقطعة من قميصه ووضعهما في جامع الزيتونة حتى يراهما كل الوافدين على المسجد في يوم المولد، الذي يتم الاحتفال به يوم 12 ربيع الأول من كل عام هجري.
وبخصوص هوية الأطراف الأجنبية التي اقترحت ذلك، رفض العبيدي أن يفصح عن أية تفاصيل تتعلق بها وذلك "تفاديا لأية انعكاسات سلبية"، حسب تقديره.
وأضاف العبيدي: "ارتأيت أن أوافق على المقترح وأدعو المسلمين للمجيء من كل حدب وصوب للاحتفال جميعا بذكرى مولد النبي محمد الذي سيكون مختلفا عن السابق".
وأوضح إمام الجامع المعمور أن المراد تحقيقه من خلال الموافقة على مقترح "جلب أشياء خاصة بالرسول محمد إلى جامع الزيتونة والاحتفاء بها في يوم ذكرى المولد هو تقديم ذلك حجة أمام العالم أن المسلمين على استعداد دائم لفداء الرسول بأعمارهم كما أنهم لن يفرطوا ولو حتى في شعرة من شعره أو قطعة من قميصه".
وأضاف العبيدي: " أردنا من هذه الحركة الرمزية أن تكون دليلا على تمسك الشعب التونسي والأمة الإسلامية بدينها وربها ورسولها محمد".
وأشار العبيدي إلى أن "زيارة شعرة الرسول وقطعة قميصه إلى صحن جامع الزيتونة منعتها أسباب سياسية"، مشيرا إلى أن "العملية دخلت تحت مظلة السياسة وتمت المتاجرة بشعرة الرسول سياسيا، حيث أن إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة منعت وصول الأثرين إلى صحن الجامع واحتكرت بث الشعرة والقميص على شاشتها"، فيما لم يذكر اسم تلك القناة والأسباب السياسية التي تحدث عنها.
وبرأ العبيدي جامع الزيتونة من مسألة المتاجرة السياسية بشعرة الرسول محمد وقطعة من قميصه، ملقيا كل المسؤولية على الطرف الذي أتى بالشعرة إلى تونس.
وفي السياق ذاته، تذمر عدد من الأشخاص الذين توافدوا اليوم الاثنين على جامع الزيتونة وترقبوا بكل شوق رؤية ثياب الرسول محمد وشعرة من شعره لكن خاب أملهم بعد منع وصولها إلى الجامع.
وتوافد منذ صباح اليوم المئات من المسلمين والمسلمات من العديد من أنحاء العالم ومن مختلف الاجيال منهم من أتى تلبية لدعوة شيخ الجامع ومنهم من أتى من تلقاء نفسه للمشاركة في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالزيتونة.
ويقع جامع الزيتونة بوسط المدينة العتيقة بالعاصمة تونس وهو الجامع الثاني من بين الجوامع التي أقيمت بأفريقيا بعد جامع عقبة بن نافع بمدينة القيروان وينسب أمر تشييده عام 116هـ إلى عبيد الله بن الحبحاب وإلى هشام بن عبدالملك الأموي.