محمد علي الصغير-
أصدرت الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية يوم 24 نوفمبر العدد الأول من مجلة "الأمن الرئاسي التونسي".
ويتزامن تاريخ اصدار هذا المولود الإعلامي الجديد مع الذكرى الخامسة للهجوم الارهابي الذي استهدف حافلة الأمن الرئاسي، بشارع محمد الخامس بالعاصمة والذي أدى الى استشهاد 12 عشر عنصرا من عناصر هذه الوحدة الأمنية.
وقد جاء هذا العدد الأول زاخرا بالمعطيات والمعلومات التاريخية المهمة التي تتحدث عن مراحل مفصلية في ظروف نشأة هذا الجهاز الأمني الذي يعنى بحراسة رئيس الجمهورية وكل الشخصيات الرسمية.
وقد تعرضت هذه المجلة التي ارتأى الساهرون عليها إصدارها كل ستة أشهر، الى تاريخ حماية الشخصيات الرسمية في تونس منذ عقود طويلة، إذ تم التعرض في صفحات عديدة الى الأسماء والالقاب المتنوعة التي تم اسنادها الى أولئك الذين كانوا يسهرون على "تأمين الحكام وكبار الشخصيات وضيوف الدولة إضافة الى تأمين القصور والدواوين والضيافات وكافة المناسبات التي يرعاها الحاكم".
وتوقفت هذه المجلة عند العديد من المحطات التاريخية بدءا بعهد الأغالبة مرورا بالعهد الفاطمي، فالدولة الصنهاجية والعهد الحفصي وعهد الدايات والمراديون والعهد الحسيني اين درج بصفة كبيرة استعمال لفظ "عسة الباي".
ويعتبر هذا العدد الذي تم إصداره بمقتتطفات من خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد مرجعا مهما في تحديد التطور التاريخي للأمن الرئاسي الذي لطالما ظل يعمل في الخفاء في العهود السابقة.
والملفت في هذا العدد الزاخر والثري بالصور والرسومات التي تخلد مراحل وأحداث مهمة في تاريخ الأمن الرئاسي وجود مداخلة للدكتور الهادي جلاب مدير عام الأرشيف الوطني وهو أستاذ مختص في تاريخ تونس المعاصر بعنوان "من الحرس الملكي الى الأمن الرئاسي ز حماية رمز الدولة وعنوان سيادتها ومجسم نواميسها".
وقد تطرق الدكتور بوجلاب خلال هذه الورقة الظروف نشأة هذا الجهاز وتأسيسه منوها بالانضباط والمهنية التي تتعزز بالعقيدة الوطنية.