أصيب 4 أعوان من الفرقة الحدودية البرية المتنقلة بفريانة فجر أمس السبت حوالي الساعة الثالثة صباحاً في حادث مرور خطير وذلك على خلفية اصطدام شاحنة تهريب بسيارتهم الامنية عندما كانوا متجهين إلى منطقة صولة بالشريط الحدودي بولاية القصرين للقيام بمهمة عملياتية مما أدى إلى انقلاب السيارة .
وقد تمّ نقلهم إلى المستشفى الجهوي بالقصرين وبقوا هناك لساعات دون عناية طبية . ولم تتوفر لهم أبسط مستلزمات الإسعاف الأولي. كما لم يتمّ الكشف عنهم بالسكانار وغيره إلا بعد وقت طويل في غياب الإطارات الأمنية.
وكشفت مصادر بالنقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بالقصرين ان مدير إقليم الحرس الوطني بالقصرين لم يقم بزيارتهم إلا في حدود الساعة العاشرة من صباح يوم السبت وأعلمهم أنه تحت الطلب إذا اقتضت الضرورة تدخله.
وأضافت المصادر نفسها ان الفحوصات أظهرت ان أحد الاعوان أصيب بأضرار بالغة على مستوى الصدر وتمّ إيواؤه بقسم الإنعاش وأكد الأطباء المباشرون عليه انه يحتاج إلى نقله بصفة مستعجلة إلى أحد المستشفيات الجامعية بسبب الإصابات التي مست الكبد، أما بقية الأعوان فقد أصيب أحدهم بكسر على مستوى الحوض ووضعيته ليست خطيرة والثالث تعرض لإصابة على مستوى الرقبة والأخير حصل له كسر حاد على مستوى ذراعه وأجريت له عملية جراحية فورية.
والجدير ذكره ان مدير اقليم الحرس الوطني وممثل العمل الاجتماعي بمنطقة الحرس بفريانة وأعضاء من النقابة الجهوية لقوات الامن الداخلي بقوا كامل يوم السبت تقريبا يتصلون و يحاولون مع الادارة العامة للحرس الوطني إيجاد سرير للعون المصاب في صدره بمستشفى قوات الامن الداخلي بالمرسى او احد المستشفيات الجامعية، ولكن الإجابة كانت دائماً انه لا يوجد مكان شاغر.
ونظراً لخطورة الوضع وعدم تحرك المسؤولين الجهويين بالقصرين ، اتصلت النقابة بأكثر من 10 مصحات إلا ان كل واحدة طالبت بمبلغ يفوق 6 آلاف دينار في بادئ الامر ثم التعهد كتابيا او وضع شيك لدفع مبلغ مقابل 600 دينار عن الليلة الواحدة اضافة الى مصاريف سيارة الاسعاف التي ستنقله، إلى ان اتصلت النقابة في الساعة الثامنة ليلاً بأحد المصادر وطلبت منه رفع نداء استغاثة لوزير الداخلية.
وفي وقت قصير تم توفير سيارة إسعاف وطاقم طبي ووقع نقل العون المصاب إلى مستشفى الأمن الداخلي بالمرسى الذي رفض في بادئ الأمر ولمدة كامل يوم السبت قبوله فوصله في حدود الساعة السابعة من صباح الأحد، وذلك حسب ما أوردته "التونسية".