إسلام الأزهر المعتدل يلتحق بداعش!

أثار بيان أصدرته جامعة الازهر عقب اعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة عاصفة من ردود الأفعال المختلفة في العالم العربي و الاعلام، اذ رد الازهر على داعش بالقول انهم مارقون من الدين كفّار يجب محاربتهم و تقطيع اياديهم و ارجلهم على اعتبارهم من المفسدين في الارض استنادا الى الاية  33 من سورة المائدة التي تقول: “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم”.

هكذا و بجرة قلم دخل الازهر بالمجتمع الاسلامي الى مربع من العنف المتبادل و القتل و التمثيل بالآخر و على أي اساس؟ إنّه نفس منطق داعش : التكفير والحضّ على العنف! 

فتوى الازهر اعتبرت داعش من الكفار رغم نطقهم بالشهادتين و ادعائهم تطبيق شرع الله في الارض فأي فرق بينهما ؟

أصلا المشكل هو التفريق بين المسلم و غير المسلم .فاذا كان من الجائز تكفير المسلمين  على ما يلام فيه داعش في تطبيق تفسير العقيدة على هواه و انزال الاحكام بغير الملتزمين بشريعته ؟

تنطلق شريعة داعش من نصوص قرانية و احاديث نبوية على اساسها تم اعدام الطيار الاردني بالحرق .نفس ما تاتيه الطائرات التي تقصف مواقع الداعشين بالنيران "عاقبو بمثل ما عوقبتم به" ليأتي الازهر و يكمل المسار الانتقائي و اختيار المسلم من الكافر بل و يقدم فتوى بشعة و هي التقتيل وتقطيع الاوصال ليفتح المجال امام ارساء و تاصيل الارهاب بفتاوى شرعية يعتبرها السواد الاعظم من الناس عقيدة لا تتزحزح  و من الواجب العمل بها. 

خلاصة القول ان الاسلام لا يمثّل في الازهر و لا في داعش الاسلام فسحة من الافكار و الممارسات التي تمجّد و تحترم الذات الانسانية قبل كل شيء حتى مع من لم يؤمن به. وفي الاخر هناك رب للعالمين هو وحده  له حق العقاب و كيفية انزاله و لسنا في حاجة الى مزيد من الخطايا و الذنوب الملطخة بالدم  لننال الحظوة عند الله سواء مدافعين عن دينه كنا او لم نكن.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.