هذه ليست فتوى…انها شتيمة مؤدّبة حكمها حلال شرعا في جميع الديانات السماوية التي حرّفتها دناءة الانسان.
لا تنزل الى الشارع للتنديد بالعدوان الاسرائيلي على غزّة حتى تتناول افطارك أوّلا على مائدة الكرم الأمريكي… هذه فتوى.
التزم الصمت حتى تأتيك التعليمات من وراء البحار ، المحيط الأطلسي تحديدا..حيث قرآن الماما أمريكا في لوح محفوظ مع الوصايا العشر… هذه فتوى ثانية.
لا يهمّ ان كنت ترتدي العمامة والجبة أو السروال الافرنجي وربطة العنق…حيثما ولّيت وجهك فثمة ربّ ناطق بالانقليزية بامكانك أن تصلّي في معبده بأي لغة شئت… الرب الأمريكي يسمع صلوات العالم أجمع، خاصة تلك القادمة من العالم الثالث…
أرسل دولارا أو اثنين أو ألفا الى جمعية خيرية في غزة والضفة..تصدّق بمالك الحرّ والنظيف جدّا… ثمّ تلقّ مليارات الدولارات كما تشاء من جمعيات "خيرية" متحالفة مع ربّك الذي تعبد خلف الأطلسي…هذه فتوى موثوق فيها باذن الله.
ابحث عن جرّاح تجميل جيّد ليصنع لك ابتسامة باهضة الثمن توزّعها كرامات لناخبين محتملين في انتخابات مصيرية، ولا تنس أن تحمل في جيبك بخّاخا من النوع الذي يباع في الصيدليات كي تذرّه في عيون معجبيك وتعمى أبصارهم عن يديك الملطختين بالدماء… هذه فتوى "هدية" بمناسبة النصف الثاني من شهر رمضان.
لا تبدّل ربّك أمريكا ورسولك الصهيون وملائكتك العاكفة على الصلاة والتسبيح في البنك الدولي ببعض الكرامة والشرف وروح المقاومة… بل إنحن أمام إلهك… اركع له…أسجد لأجله…تذلّل عنده… أطلب رحمته ومغفرته عندما تخطئ… فأحبّ أبناء العالم الثالث عند أمريكا الخطّاؤون التوّابون…
لا تكذب…لا تسرق عرق الناس..لا تبعهم وعودا مزيفة…لا تتصالح مع العدوّ…لا تمنح سلاحا لمجرم يقتل به أخاك المسلم… بل افعل كلّ ذلك معا في الآن ذاته…فالدين ليس مجموعة عروض بامكانك أن تختار بينها..انه عرض واحد يأتي ALL INCLUSIVE… هذه فتوى ملحدة جرت العادة على العمل بها.
هذه ليست فتوى برسم البيع…انها شتيمة تباركها السماء… فهل تسمع؟!
