ألفة يوسف: لا يوجد دليل واضح في النصّ الديني يمنع المساواة في الميراث

هبة حميدي-

نظّم مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة “الكريديف”، ندوة علمية حول المساواة في الميراث بين القراءة المتجدّدة للنصّ الديني والتحولات المجتمعيّة.

وفي هذا الاطار أفادت الكاتبة والباحثة الأكاديميّة ألفة يوسف، أنه آن الأوان للنظر بعمق وفتح حوار رصين في مسألة المساواة في الميراث، وبيّنت أنه لا يوجد دليل واضح ومحدد في النصّ الديني يمنع المساواة.

وناقشت الدكتورة يوسف هذه الفكرة مستندة على 3 نقاط ترفضهم والتي تتمثل في كون النصّ واضح وصريح، وأنّ هناك حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجّل، وأنّ القرآن صالح لكل زمان ومكان.

وفسّرت ألفة يوسف الحجة الاولى وهي أنّ  النصّ القرآني غير واضح، مستندة الى هذه الاية (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ۚ.. سورة النساء) واعتبرت أن نصيب الميراث غير محدّد، معتبرة انه لايوجد آية قرآنية لها معنى واحد باعتبار أن القرآن حمال أوجه.

واعتبرت أيضا أنّ النصّ القرآني غير صريح، واستندت على “الوصية” التي يوصي بها المالك لمن يشاء و”الكلالة”،  كما جاء في هذه الآية “وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۚ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌفَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ۚ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ۚ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ”.

أمّا حجة أنّ القرآن صالح لكلّ زمان ومكان، فقد اعتبرت يوسف أنّ ذلك غير صحيح، وتساءلت إذا كان هذا صحيح لماذا تمّ إلغاء الرقّ وعدم اعتماد الرجم والجلد؟

وخلصت الدكتورة الى أنّ الاجتهاد واجب في مسألة الميراث ولا بد من النظر إلى المسألة في بعدها الانساني والكوني والحقوق، قائلة:”هل نريد تطبيق الدين كالرق والرجم وأفعال داعش أم التعمق في أبعاده الاخلاقية لنحقق العدالة”؟

وأكّدت أنّ هناك مغالطات منطقية لتبرير عدم المساواة في الميراث، على غرار أن الرجل ينفق على العائلة، وأن الرجل عاقل والمرأة ناقصة عقلا، أو أن المراة تنفق كثيرا اذا كان لها مال وفير، واستندت في ذلك الى المال الذي كان للسيدة خديجة رضي الله عنها وصمت الفقهاء أمام هذه المسألة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.