ألفة يوسف: آن الأوان لكي نتجاوز “تقديس الأم”.. ولا بدّ من تأسيس تربية بديلة لتحقيق السّلم

قدّمت الكاتبة والباحثة الاكاديمية ألفة يوسف خلال اليوم الاول من ملتقى “المرأة العربية تتحد من أجل السلام” ورقة علمية بعنوان “الأم والسلام.. قراءة نفسية روحانية”، بينت من خلالها دور الأم المحوري في تربية جيل إما يؤمن بالسّلم وقبول الآخر كما هو أو ينزع إلى العنف ويرفض الآخر لمجرّد اختلافه عنه اما في الدين أو الثقافة أو اللون أو الأفكار…

وخلصت يوسف إلى ضرورة تربية الناشئة على قبول الآخر وقبوله هو نفسه كما هو دون المقارنة بينه وبين من هم أفضل منه بما يشعره بالنقص ويجعل منه إنسانا حاملا لكثير من العقد التي قد تجعله ينزع للعنف الذي يصل أحيانا الى أقصى درجاته ألا وهو القتل.

وفي إجابة عن سؤال لحقائق أون لاين حول ما إذا كانت لا ترى بذلك أنها تحمل الأم وحدها مسؤولية السلبيات التي قد يكبر عليها الأبناء، اعتبرت الفة يوسف “أن المشكل في علاقتنا بالانثوي هو اننا نتعامل معه تعاملا مشطورا لا كاملا، فعندما نقول الأم فلا نعني بذلك أن تكون لوحدها بل في علاقة بالأب، ولكن شئنا أم أبينا فإن العلوم الحديثة والتحليل النفسي يثبت دور الأم في تمرير المخيال الثقافي الذي ننتمي إليه لذلك آن الأوان لكي نتجاوز ما يسمى بتقديس الأم”.

وأضافت أن الأم ككل البشر، لها إيجابيات مثلما لها سلبيات، إلا أننا في تربيتنا تعودنا أن ننفي الأخطاء التي تقوم بها الأم في تربية الابناء والتي في الحقيقة لا تقوم بها عن وعي لأنها هي نفسها استبطنت تلك الأخطاء في إطار منظور تربوي شامل، فالأم عندما تعاير ابنها مثلا بأن تقول له أن مستواه الدراسي ضعيف فهي لا تشعر أنها تلحق به أذى بل تتصور أنها تدفعه لتحسين مستواه، لكن عندما يعوّد الاعلام والمثقفون الناس على تقبّل أبنائهم كما هم دون مقارنة فعندها يمكن أن تفهم الأم ذلك ونؤسس لتربية بديلة والتي نحن اليوم في حاجة ملحّة إليها.

وتابعت بالقول: “الذي يحيا في مجتمعات متعددة، يلاحظ أن الشخصية المجتمعية التونسية خاصة الآن، قائمة على الكسر العميق في الشخصية، يتجلى غطرسة وعنفا وصراخا وكلاما بذيئا، وهذا كله يعود إلى التربية، والأم ليست وحدها في موضع المسؤولية ولكن لها دور رئيسي في هذا المجال”.

وللإشارة فقد انطلق ملتقى “المرأة العربية تتحد من أجل السلام” الذي ينظمه المركز الدّولي للدراسات الاستراتيجية الامنية والعسكرية بدعم من وزارات المرأة والثقافة والسياحة، يوم أمس على أن يختتم أشغاله اليوم الجمعة 22 ديسمبر 2017.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.