“أطياف” مهدي هميلي في مهرجان لوكارنو السينمائي

يسرى الشيخاوي- 

في عرضه العالمي الأول، ينافس فيلم "أطياف" للمخرج الشاب مهدي هميلي على ستّ جوائز في مسابقة صناع أفلام الحاضر (Concorso Cineasti del presente) في مهرجان لوكارنو السينمائي في سويسرا.

ومسابقة صُناع أفلام الحاضر، هي أحد أهم مسابقات المهرجان وهي مخصصة للمخرجين الصاعدين من جميع أنحاء العالم، وتركز على إنتاجاتهم الأولى وتشهد عرض 15 فيلماً للمرة الأولى عالمياً.

والأفلام المشاركة في المسابقة، تتنوع بين الوثائقية والروائية، حيث تنافس على الجوائز التالية: الفهد الذهبي لأفضل فيلم، أفضل مخرج صاعد، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، جائزة سواتش لأفضل عمل أول، جائزتا الفهد لأفضل ممثل، وأفضل ممثلة.

مهرجان لوكارنو السينمائي هو أحد أعرق المحافل السينمائية العالمية، تأسس عام 1946، وتنطلق فعالياته سنوياً في شهر أوت لمدة 11 يوماً بمدينة لوكارنو السويسرية حيث يتقابل آلاف من المحبين والعاملين في صناعة السينما.

و"أطياف" من تأليف وإخراج مهدي هميلي وموسيقى تصويرية لأمين بوحافة، وتوزيع شركة "MAD Solutions" في العالم العربي، وهو إنتاج مشترك بين يول فيلم هاوس (تونس) وتارانتولا (لوكسمبورغ) وأم بي أم فيلم (فرنسا)، و كلاندستينو للإنتاج (تونس) و علاّم فيلم (الولايات المتحدة الأمريكية)، وتم في الورشة الكندية المرموقة (Grand Nord).

ومن بين الأسماء المشاركة في هذا الفليم نعمان حمدة، وحكيم بومسعودي، وفاخر الوحشي، ونور الدين الصولي، وعفاف بن محمود، وزازا، وإيهاب بويحي، وسليم بكار، وسارة الحناشي، وتوفيق البحري، ومراد غرسلي. 

والفيلم  فاز بجائزة أفضل سيناريو من المعهد الفرنسي وحصل على جائزة منصة الجونة لمرحلة ما بعد الإنتاج كما حصل على دعم من المركز الوطني للسينما والصورة التونسي  و صندوق الدعم بلوكسمبورغ  و مركز السينما و الصورة الفرنسي.

"أطياف"..

في اماكن مختلفة من تونس العاصمة والحمامات تجوّلت كاميرا المخرج التونسي مهدي هميلي لتلاحق زوايا تصوير تعرّي قضايا اجتماعية وتنير المناطق السوداء في مجتمعات تزيّن التراجيديا،زتتشكل ملامح فيلم "أطياف".

و"أطياف" فيلم روائي طويل، وهو إنتاج مشترك بين تونس وفرنسا ولوكسمبورغ، يجمع أسماء اختلفت تجاربها الفنية والتقوا عند دراما اجتماعية أراد لها مهدي هميلي أن تشرّح واقع مجتمعنا الذي ينخره الفساد في تمظهرات مختلفة.

في هذا الفيلم، كان مهدي هميلي وفيا لتوجهه السينمائي، إذ ما انفك يلاحق القضايا الكامنة والمشاكل الراكدة يحرّكها ويثير بها التغيير في دواخل المتلقّي، وهذه المرّة كان الفيلم مليئا بالثنائيات.

ومن نظرة الامومة إلى نظرة البنوة، ومن نظرة الأسرة إلى نظرة المجتمع، تسافر بك كاميرا المخرج في رحلة من المشاعر المتناقضة بين الأسري والاجتماعي دون تجاهل الجانب السياسي وما يلفّ ذلك من احكام "أخلاقوية".

في "أطياف"، تقف امام جيلين ومجتمع يغمره الشقاق، من خلال قصّة عائلة لم تكن ملتحمة بالقدر الكافي ويبدو انه كان لا بد من قيام تراجيديا لتلتقي العائلة في مكان ما، وفي الطريق إلى هذا اللقاء تبرز وجوه كثيرة للنظم الفاسدة.

ومن خلال قصّة "أمل" التي تعيش مع زوجها " طاهر" لاعب كرة القدم السابق والمدمن على استهلاك الكحول وابنها "مؤمن" الذي استمدّ حب كرة القدم من والده وصار حارس مرمى ماهر، تتولّد الأحداث وتتشابك متخذة في كل مرة لونا جديد على وقع الفساد المجتمعي.

خيانة وانتهازية، سلوكيات قميئة تمارسها امل لكن الهدف منها دعم ابنها في مسيرته، لينتهي بها الامر في السجن بعد استغلالها جنسيا من قبل مدير المصنع الذي تعمل به والذي أرادته مطيّة لتحقيق حلم ابنها، ولكن انتهى الامر بسجنها واختفاء ابنها، وبخروجها من السجن ينطلق فصل جديد من حياتها بعناوين مختلفة أبرزها لقاء ابنها ومواجهة المجتمع.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.