قال أخصّائي علم النفس الاجتماعي سفيان الزريبي انّ هوس المجموعات الدينية المتشددة بالجنس أمر غير مثبت لكونه مقولة اعلامية بالأساس لم تتأكّد صحّتها من عدمها بعد…
وأضاف الزريبي في حوار لحقائق أون لاين اليوم الخميس 26 جوان 2014 "نحن من نقول عنهم أنهم مهووسون بالجنس"، موضحا في المقابل أن العناصر المحسوبة على الجماعات المتطرفة "تعيش حسب تصوّرها الخاصّ للاسلام" وأن الاختلاف بالتالي ذو طبيعة فكرية بين منظومة قديمة تعتبر الحرب ساحة للجهاد المقدّس بما فيه من غنائم ونساء أسيرات وبين منظومة جديدة وضعت قوانين عصرية للصراعات المسلّحة". وخلص الى أنه "لا يجب أن نتصوّر أن المتطرفين وحوش، بل هم يعيشون ضمن منظومة فكرية معينة".
واعتبر أخصائي علم النفس أن الحديث عن سلوكيات جنسية متطرفة لدى هذه الجماعات مبالغ فيه بعض الشيء، مشدّدا على كون "هؤلاء يريدون العيش على منوال الصحابة زمن الرسول محمد، الأمر الذي يجعل من سلوكياتهم جميعها بما فيها الزواج خاضعة لقوانين الاسلام الأولى".
غير أنّ الزريبي اعترف بوجود علاقة من المنظور النفسي بين حالة الحرب والممارسة الجنسية، حيث أفاد أنه "عندما يكون المرء قريبا من لحظة الموت تقوى لديه غريزة التناسل والجنس"، ضاربا على ذلك مثل الحرب العالمية الثانية عندما كانت قوات هتلر تقصف مدينة لندن البريطانية بالقنابل، حيث لجأ المدنيون الى ممارسة الجنس للتخلّص من الشعور بالخوف…
وختم محدّثنا قائلا في السياق ذاته:" فبحكم الطبيعة البشرية، تفتح حالة الحرب المجال أمام الاندفاعات الغريزية البدائية"، موضحا أن "الحرب تتعارض تماما مع أي قيم يعيشها الانسان، فهو يبني ثقافته على الحياة وعندما يجد نفسه في مواجهة الموت يعمل على ايجاد ممارسات من شأنها أن تساعده على مجابهته."
يذكر أنّ الحديث عن الممارسات الدموية للجماعات الدينية المتطرفة كثيرا ما رافقه اسهاب في سرد ممارساتها الجنسية، خاصة اثر بروز ظاهرة "جهاد النكاح" والذي كان وزير الداخلية لطفي بن جدّو قد اعترف في وقت سابق بممارسة فتيات تونسيات له في سوريا.
كما يعتبر هوس المتشدّدين المسلّحين بملاقاة حور العين ذا دلالة جنسية وجب التوقف عندها وتناولها بالدرس النفسي لكونه يعدّ طعما بارزا في اغواء الشباب العربي بحمل السلاح والانضمام الى الجماعات الارهابية كصكّ للعبور الى جنة الفردوس حيث الحسناوات يمكثن في الانتظار منذ الأزل…