34
حقائق أون لاين-
غادر الفنان التشكيلي رضا ذيب مدينة باريس في اتجاه مدينة سوسة منذ 2 ماي الفارط، في مسيرة كانت تستغرق ساعات قليلة بالطائرة إلا أنه اختار لها أن تكون متفرّدة من خلال جعلها فضاء لمعرض متحرّك دام 4 أشهر.
وكانت تجربة العارض المشاء همزة وصل تربط باريس بتونس على اعتبار أن رضا الذيب يحمل الجنسيتين التونسية والفرنسية، ليكون معرض "آفاق" تعبيرة فنية عن تمثلاته للرابط بين البلدين.
ويصور الذيب بواسطة هاتفه الذكي مسار آفاقه على مدى مراجل تجاوزت المائة، في كل واحدة منها يلتقط صورة للأفق المنشود عبر تطبيقة بوصلة تعمل بتقنية الواقع المعزّز ويرسل هذه الصور في الوقت الفعلي الى المعهد الفرنسي بتونس على شكل بطاقات بريدية، بعد طباعتها بواسطة تطبيقة أخرى، لتكون تعبيرة عن فنية عن خطّ متواصل لـ"الأفق".
وتتلخّص إشكالية هذا المشروع الفنّي الذي صُمّم بالشراكة مع المعهد الفرنسي لتونس وبدعم من المنظمات والمؤسسات الفرنسية في سؤال أساسي هو " مالذي يمكن للخط أن يفعله؟ أي ما هي الإمكانات التشكيلية لأثر مفتوح أو تجريدي؟".
وفي إجابته عن هذا السؤال يقول رضا الذيب "للقيام بذلك ، أختبره (الخط) من خلال علاقته بالسطح والإيماءة والحركة.. أجرب تفاعله مع الهواء والضوء، واستكشف إمكاناته لثني، ربط وتوليد أنسجة متنوعة..أسائل قدراته التعبيرية بين الخيط والأثر..وبما أن خطوة واحدة تفصل الخط المرسوم عن الخط الممشي فمن الطبيعي أن أكون قد انسبت في خط الهروب.. عندها اكون قد فقدت بعضا من حجمي لذلك علي أن أتحرك لأحتل المجال.. وفي ها الخضم يفرض السؤال حول البعد المتحوّل للخط، نفسه وتحديدا حول تحول رقمي جذري للخط وعلاقته بالجسد.. نتيجة سببية أتساءل من خلالها: كيف يمكن خلق تهجين ايقاعي؟ كيف أقيم ورشة وأنا أمشي؟ من خلال هذا المنظور تسلحت بهاتفي الذكي – أداة أستخدمها لعدة أغراض منها التخطيط والأرشفة- ثم مشيت..أنا مرسوم كالخط إذا أنا أخط."
ومن المنتظر أن يصل رضا الى تونس العاصمة يوم 08 أوت ليستكمل مراحل مشيه الأخيرة في مسقط رأسه سوسة مرورا بالحمامات، وفي مدينة سوسة، يستقبله رواق البيرو لعرض جزء من رحلته الشيقة، لكن العرض النهائي سيتخذ شكله المكتمل في شهر سبتمبر برواق المعهد الفرنسي بتونس.
ولمن لا يعرف رضا الذيب هو أصيل مدينة سوسة ولد بها سنة 1966، وتخرج من مدرسة الفنون الجميلة في تولون، وهو يعيش في باريس منذ عام 1991، كان الرسم وسيطه المفضّل لفترة طويلة ، لكنه ومنذ خمسة عشر عامًا بدأ الاشتغال بمجال الأبحاث التشكيلية على قاعدة إشكالية رئيسية هي "تحرير" خط المساحة..
وكانت البداية أن أخذ مسدسا لاصقا واستخدمه عكس طريقة الاستعمال ومع هذه الأداة، لم يكن الأمر متعلقًا بإلصاق المواد، بل بالأحرى اقتلاع المادّة وتحريرها.