ما بقي من هزيمة السنغال: أخطاء الدفاع متواصلة.. إهدار غريب للفرص.. لكن المردود للاستثمار

مني المنتخب الوطني التونسي بهزيمة قاسية للغاية أمام نظيره السنغالي بهدفين لصفر في افتتاح مشاركته في كأس أمم إفريقيا بالغابون..

الحظ وإهدار الفرص والفشل الذريع في الدفاع عوامل ساهمت في الهزيمة التي كانت قاسية للغاية خصوصا مع سير المقابلة..

المنتخب بات مطالبا بعدم التعثر أمام المنتخب الجزائري ليبقي على حظوظه إلى غاية الجولة الثالثة من أجل لعب الدور ربع النهائي..

بداية قوية وأخطاء دفاعية

كانت بداية المقابلة لفائدة المنتخب الوطني التونسي الذي كان قادرا على التهديف في ثلاث مناسبات متتالية عبر أحمد العكايشي لكن التجسيم جاء من منتخب السنغال عبر نجمه الأول ساديو ماني الذي غالط البلبولي من ضربة جزاء سببها خطأ ساذج من المدافع أيمن عبد النور..

المنتخب لم يتأثر بالهدف الأول خصوصا أنه كان قد بدأ في التحكم بمجريات المباراة لكن مع تتالي إهدار الفرص جاء الهدف الثاني للمنتخب السنغالي في الدقيقة 29 اثر خطأ مزدوج في التغطية وأيضا من الحارس أيمن البلبولي الذي كان قادرا على صد تسديدو "كارا" الرأسية..

أسبقية تونسية وواقعية سنغالية

إلى حدود الدقيقة 26 صنع المنتخب الوطني التونسي 12 هجمة أفرزت ثلاث فرص سانحة للتسجيل أهدرها أحمد العكايشي جميعا أما المنتخب السنغالي فقد صنع 7 هجمات مع فرصة وحيدة كانت عبر التسديد بعيدا عن المرمى باعتبار أن الهدفين كانا من كرتين ثابتتين..

عملية ضربة الجزاء كانت بداية عبر خطأ في المراقبة الدفاعية ثم أيضا على مستوى "الانزلاقية" من أيمن عبد النور الذي لم يكن عليه أن يقوم بحركة مماثلة طالما أنه لم يكن متأكدا من قطع الكرة..

أما لقطة الهدف الثاني فقد كانت الركنية هدية للمنتخب السنغالي أما المراقبة والمتابعة للمدافع "كارا" فقد كانت ضعيفة للغاية وهو ما مكنه من التسجيل قبل أن يكون قادرا على تكرار السيناريو في الشوط الثاني..

وعلى خلاف المنتخب السنغالي الذي كان واقعيا في التعاطي مع الحالات الهجومية التي توفرت له فإن النسور واصلو إهدار الفرص على غرار الكرة التي أتيحت ليوسف المساكني الذي راوغ المدافعين وفشل في التجسيم رغم العمل الكبير الذي قام به..

الشوط الأول انتهى على مخالفة مباشرة فشل حمزة لحمر في تنفيذها كما أن الحكم الكاميروني أليوم نيون تغاظى عن إقصاء المدافع السنغالي كوليبالي في لقطة المخالفة..

الكرات الثابتة

توفرت للمنتخب الوطني التونسي عدة كرات ثابتة لكن التنفيذ سواء عبر وهبي الخزري أو علي معلول أو تحديدا حمزة لحمر لم يكن بالشكل الأمثل رغم أن بعض المخالفات كانت أشبه بضربات جزاء لقربها من منطقة 18 متر..

على مستوى الركنيات كان المنتخب عاجزا أيضا عن التعامل معها رغم تغيير طريقة التنفيذ في عدة مناسبات لكن الاستغلال كان سيئا للغاية على مستوى محور دفاع السنغال أو أيضا في بعض حالات التنفيذ..

شوط ثان مميز

اختار هنري كاسبارجاك أن يغير لاري العزوني بين شوطي المباراة ليعول على وهبي الخزري بدلا منه وهو ما منح المنتخب أكثر قوة على مستوى الخط الأمامي..

الفرص تتالت للنسور لكن التجسيم ظل غائبا بداية من مخالفة معلول بعد دقيقتين من العودة إلى الشوط الثاني مرورا بالفاصل الفني الذي صنعه يوسف المساكني قبل أن يسدد الخزري خارج المرمى..

الدقيقة 57 عرفت أخطر فرصة تونسية في الشوط الثاني بعد أن وجد يوسف المساكني نفسه وجها لوجه مع حارس السنغال بعد عمل كبير من نعيم السليتي لكنه فشل في التجسيم..

وعلى نفس الخطى يفشل أحمد العكايشي وجها لوجه مما اضطر الناخب الوطني هنري كاسبارجاك إلى تغييره بعد دقيقتين بزميله طه ياسين الخنيسي..

الحظ العاثر

بداية من الدقيقة 59 اتضح أن للحظ دور كبير في مسار المباراة خصوصا مع الركنية التي نفذها الخزري على مستوى القائم الأول لكن الكرة رفضت أن تدخل في لقطة احتج خلالها عبد النور معتبرا الكرة تجاوزت الخط النهائي للمرمى..

الحظ العاثر تأكد مع الدقيقة 68 عندما سدد صاحب الهدف الثاني "كارا" كرة بالخطأ صدها القائم الأيسر للحارس السنغالي بطريقة أوحت أنها الكرة رافضة للدخول..

مسلسل إهدار الفرص تواصل على ما تبقى من الوقت فأضاع المساكني كرة رأسية أمام شباك خالية وفوت في أخرى وجها لوجه لتكون الخسارة المرة..

مباراة للاستثمار

رغم أن النتيجة كانت قاسية على اعتبار المردود الكبير للاعبين إلا أنها تظل مباراة للنسيان حتى يتمكن المنتخب من الإعداد الجيد للمباراة القادمة أمام الجزائر التي ستكون حاسمة من أجل التأهل..

مفاجأة المنتخب الجزائري تظل واردة بقوة خصوصا مع مشاكله الدفاعية الكبيرة وبالتالي يجب استثمار ايجابيات هزيمة الليلة لتحقيق نتيجة ايجابية أمام الخضر ثم التركيز على المواجهة الأخيرة أمام زيمبابوي..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.