ما بقي من لقاء مصر: التكتيك الجديد مفيد.. كاسبارجاك يعطي مشروعية للانتقادات.. والمنتخب في أفضل الحالات

انهزم المنتخب الوطني التونسي بهدف لصفر أمام نظيره المصري سجله مروان محسن في الدقيقة الثانية من الوقت البديل اثر خطأ دفاعي فادح في المحاصرة من المدافع شمس الدين الذوادي..

ورغم الهزيمة قدم المنتخب الوطني التونسي مستوى يليق بالنسور خصوصا أنه كان أفضل من منافسه بالطول والعرض والأكيد أن مقابلة اليوم أكدت أن أبناء كاسبارجاك على الطريق الصحيحة قبل أيام قليلة من مواجهة السنغال المنتظرة ليوم 15 جانفي الجاري..

الهزيمة كانت موجعة لكن المؤشرات الإيجابية كانت بالجملة وهو ما من شأنه أن يطمئن الجماهير التونسية على جاهزية المنتخب الوطني لتقديم "كان" مميزة تتخطى عتبة آمالها الدور ربع النهائي..

تكتيك جديد

للمقابلة الثانية على التوالي يختار الناخب الوطني هنري كاسبارجاك أن يتخلى عن الرسم التكتيكي التقليدي 3-4-3 أو 3-5-2 الذي رافق مسيرته تقريبا منذ عودته إلى قيادة المنتخب الوطني..

هنري كاسبارجاك واجه المنتخب الأوغندي برسم قوامه 4-2-3-1 قبل أن يجدد التعويل عليه أمام الفراعنة لكن بأسلحة أكثر هجومية على مستوى الخطوط الثلاثة وهو معطى أربك المنتخب خلال ربع الساعة الأول من مواجهة مصر..

وقياسا بمواجهة أوغندا لم يقم الفني البولوني بتحويرات عديدة بل أقدم على ثلاثة فقط حيث عوض حمزة المثلوثي بحمدي النقاز وغير لاري العزوني بحمزة لحمر على مستوى الارتكاز الدفاعي مع منح مهمة صناعة اللعب لوهبي الخزري مع التخلي عن طه ياسين الخنيسي لفائدة أحمد العكايشي..

خطوة غير محسوبة أم تحدّ للمعارضين؟

قدم الناخب الوطني كما أشرنا تشكيلة هجومية صرفة وهو أمر غير منطقي أو عقلاني ولا يمت بصلة لقناعات الفني البولوني الذي أكد طيلة مسيرته التدريبية أنه مدرب لا يؤمن إلا بالتوازن الذي يمنحه صلابة دفاعية..

كاسبارجاك الذي وجهت إليه انتقادات كبرى حول فشل الرسم التكتيكي القديم قدم تكتيكا مغايرا بل أنه بالغ في الاختيارات الهجومية وكأنه أراد أن يجيب منتقديه أن المنتخب عاجز عن لعب الهجوم بالإضافة إلى ضعفه الدفاعي وهو ما أثبتت مباراتا أوغندا ومصر أنه مخطئ بشأنه..

ظهيران هجوميان ولاعبا ارتكاز بصبغة هجومية ورباعي في الخط الأمامي أي أن 8 لاعبين لهم طابع هجومي وهي اختيارات لا يمكن أن تكون موضوعية أمام منتخب في قيمة المنتخب المصري ورغم ذلك كان المنتخب مستعدا للبقاء في اللقاء..

صحيح أنه لا يمكن أن نبالغ بشأن تقييمنا لمباراة اليوم خصوصا أنها انتهت بهزيمة حضر فيها غياب للتركيز في اللحظات الأخيرة لكن المنتخب التونسي ليس بالسوء الذي يصوره لنا كاسبارجاك أو خياراته..

هل انقلب السحر على الساحر؟

بعد مسيرة كاسبارجاك مع المنتخب لا نعرف هل أن الناخب الوطني قد وجد الخطة الأمثل واللاعبين الضروريين لـ"الكان" أم أنه تورط في خيارات أثبتت صحة الانتقادات الموجهة إليه..

هنري قدم تصورا راق للكثيرين لكنه بات اليوم أمام ضرورة تصحيح بعض الأمور ليكون المنتخب قادرا فعلا على مقارعة منتخبات في قيمة الجزائر والسنغال في "الكان"..

المؤشرات الايجابية كانت أكثر من الملاحظات السلبية والأكيد أنه باستعادة بعض العناصر على غرار الخنيسي وعبد النور وبن عمر سيكون المنتخب أكثر قوة ونجاعة..

رب ضارة نافعة

إلى حدود الدقيقة 15 كان المنتخب الوطني التونسي تائها وعاجزا عن صناعة اللعب والتدرج بالكرة وهو أمر منطقي خصوصا مع حالة اللاتوازن التي فرضها الرسم التكتيكي المعتمد من كاسبارجاك في بداية اللقاء..

لكن مع إصابة لاعب ساندرلاند الانقليزي وهبي الخزري وتعويضه بلاري العزوني بعد ربع ساعة فقط بدأ المنتخب الوطني يعود تدريجيا في المقابلة ليفرض سيطرته على مجرياتها وهو ما تواصل إلى غاية الصافرة النهائية للمقابلة..

تغيير العزوني بالخزري لم يدخل أي تحوير على الرسم التكتيكي بل منحه أكثر فاعلية وصلابة فلاعب نيم الفرنسي ساعد الفرجاني ساسي في افتكاك الكرة في حين تحول حمزة لحمر إلى صانع ألعاب بالتوازي مع قيامه بالواجبات الدفاعية وهو ما مثل المنعرج الايجابي في مسيرة النسور..

هل وجد المنتخب التركيبة المثالية؟

يمكن التأكيد أن حراسة المرمى محسومة لحارس النجم الرياضي الساحلي أيمن البلبولي وهو أمر مستحق قياسا بالفورمة التي يمر بها بالإضافة إلى أن الحاجة إلى خبرته ضرورية..

في الخط الخلفي بات محمد علي اليعقوبي أفضل لاعبينا وأكثرهم جاهزية ومكانه بالتالي لا نزاع حوله أما شريكه فلن يكون إلا أيمن عبد النور خصوصا مع ضعف الذوادي وبوغطاس وثقل تحركات صيام بن يوسف..

أما على مستوى الظهيرين فإن مكان معلول لا جدال حوله في حين أثبت حمزة المثلوثي وحمدي النقاز حسن استعداداهما وبالتالي فإن التعويل على أحدهما لن يكون محل خلاف أو جدال..

وفي وسط الملعب فإن الفرجاني ساسي لاعب لا غنى عنه لكن لاحت الحاجة إلى أيمن بن عمر واضحة وهو الذي نأمل أن يكون جاهزا لمساعدة "بيفو" الترجي الرياضي في الارتكاز الدفاعي فيما من الضروري أن يحافظ حمزة لحمر على مكانه كصانع ألعاب وهو اللاعب القادر على الجمع بين الواجبين الدفاعي والهجومي..

طه ياسين الخنيسي سيكون في قيادة الخط الأمامي وهو يستحق ذلك فيما يلوح العكايشي معوضا مثاليا ليبقى الثنائي المساند محل تنافس بين الثلاثي يوسف المساكني ونعيم السليتي ووهبي الخزري ولو أن لاعب ساندرلاند الانقليزي أضعفهم جاهزية وقد يكون حلا بديلا مهما..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.