سامي براهم: الذين استثمروا سياسيا في الدماء يخسرون الحقيقة ولا يربحون السياسة

نشر الباحث الجامعي والكاتب سامي براهم…

نشر الباحث الجامعي والكاتب سامي براهم تدوينة فايسبوكية جاء فيها ما يلي:

" تسييس الدّماء

أتابع حالة الخيبة والغضب والاحتقان وخيبة الانتظار لدى أعضاء الحزب الأغلبي و محيطه من أنصار التصويت المفيد، وهي ردّة الفعل طبيعيّة جدّا لا في علاقة بالموقف من حكم البراءة الذي نطقت به المحكمة في حقّ المتّهمين بقتل منسّق هذا الحزب رحمه الله ، بل في علاقة بالأبعاد و التداعيات السياسيّة لهذا الحكم على الحزب الأغلبي و على الساحة السياسيّة،

لعلّ من أكبر الأخطاء المرتكبة في الحياة السياسيّة بعد الثّورة هو التوظيف الحزبي المفرط لملفّات قضائيّة تحت أنظار المحكمة، بل وبناء شرعيّات سياسيّة على هذه الملفّات المفتوحة على كلّ الانتظارات القضائيّة بمقتضى القرائن والأدلّة والمعطيات والإفادات وعناصر القضيّة والمرافعات والمداولات…

وهي مسارات يفترض أنّ القضاء يحتاج فيها إلى مناخات صحيّة سليمة تساعده على تبيّن الحقيقة بعيدا عن الضّغوطات المباشرة وغير المباشرة ليكون وجدان القاضي وهو ينطق بالحكم صافيا نقيّا ممتلئا باليقين من عدالة الحكم الذي سينطق به

ليس ذنب عائلة الفقيد رحمه الله و لا ذنب أنصار الحزب الأغلبي أنّهوا علّقوا على القضيّة آمالا سياسيّة و حزبيّة لا علاقة لها بالحقيقة و الحكم العادل 

حالة الغبن طبيعيّة ومفهومة ويتحمّل وزرها من وظّفوا الحدث في الدّعاية الانتخابية والحشد الجماهيري بشكل استباقيّ قصدي انتهازي متسرّع والحال أنّ القضيّة في بداية أطوارها تفتقد لقرائن الإدانة القاطعة وذلك لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية غير مستَحَقَّة،

فوقعوا بذلك في ورطة أخلاقيّة وسياسيّة دفعتهم لمحاولات التّأثير في سير القضيّة لا اقتناعا بحقيقة ما بل لتجنّب تداعيات النطق بحكم قضائيّ يفنّد السرديّة الواهية والمظلوميّة المختلقة التي نسجت حول حادثة الوفاة وكانت أساسا لترسيخ شرعيّة سياسيّة وهميّة

مواصلة السّير على نفس النّهج الخاطئ بالتشكيك في عدالة القضاء والتنديد بالحكم مع نبرة من التوعّد والتهديد المبطّن وتهييج المشاعر لن يزيد الأمر إلا تعفّنا واحتقانا وسقوطا في الخطأ وتسميم الحياة السياسيّة

الذين شحنوا الأنفس وأجّجوا العواطف واستثمروا سياسيّا في الدّماء يخسرون الحقيقة ولا يربحون السياسة".

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.