رسالة مفتوحة لنقابة الصحفيين: تطلعات كاتب شاب

الصحافة هي السلطة الرابعة…

الصحافة هي السلطة الرابعة، بلا شك هي سلطة نظرا لما يملك القطاع الصحفي من تأثير عميق في التحولات الوطنية التي تعيشها الدولة. لعلنا نكون في الصواب، اذا قلنا أن الصحافة هي مرآة التحولات التي تشهده القطاعات الوطنية والأحداث اليومية في الوطن والعالم.

ان العمل الصحفي يكون دوما متميزا ومرموقا طالما أوفى للحرفية والمهنية. وان الصحافة عامة تكون قادرة على التغيير والمساهمة في البناء عندما تكون وفية للأخلاقيات المهنية التي تفرض احترام المقامات والتعامل الايجابي مع المسؤول السياسي. 

ان الصحافي ما ان تحلى بالمسؤولية في معالجة الوضعيات التي تعترضه و تشق طريقه الاستقصائي و العملي، سيقوم بلا شك بعمل صحفي متكامل الاوصاف. 

ونظرا لأنني قد حملت الصحافة في القلب وجعلت بذرتها تكبر شيئا فشيئا في العقل فانني سألمح لتطلعات أي صحافي أو كاتب أو مواطن في الصحافة.

انه لمن الأهمية بمكان أن تبنى القطاعات على التنظيم المحكم والذي يمنع التداخلات والانفلاتات التي قد تعكر صفو الحياة الصحفية الجميلة، أو التي من شأنها أن تمس من صورة الصحافة عموما.

تنظيم الصحافة يكون من خلال عدة توجهات: عل أهمها الذهاب الى حماية القطاع من منتحلي الصفة الصحافية. وكذلك العمل على ضمان المراقبة المهنية على الصحفيين لكي يتلاءم عملهم مع تراتيب المهنية والموضوعية.

ومن جهة اخرى علينا بالعمل على جعل صحافتنا فوق مستنقعات الثلب والتجريح والتهم التي تكيدها بعض الصحف التي لا تمت بصلة لمقومات الصحافة البناءة و الاستقصائية. وربما في هذا المجال للدولة كذلك دور. والتكامل بين الدولة والنقابة هو من شأنه أن يطور مجال المراقبة لتنظيم القطاع من الذين لا يجيدون العمل الاستقصائي والصحافي. 

ان الصحافة هي مرآة تعكس واقعنا . فبلا شك توفر مقومات النزاهة والمهنية والموضوعية هي داعمة لقيام القطاع الصحفي بمهامه على أكمل وجه. و انطلاقه في اصلاح الأوضاع عبر التنويه بالنقائص والتجاوزات و الفساد ومشاكل القطاعات في البلاد. وهذا بلا شك يتطلب صحافة حرة وحرية تعبير لا محدودة مادامت محترمة ولا تمس من الأشخاص. وضمانات من السلطة في وفائها المطلق لما جاء في الدستور تطبيقا لمؤهلات توفر صحافة تظل خارج التأثيرات التي قد تصدر من السلطة. 

ان نقابة الصحفيين هي مطالبة كذلك بحماية الصحفيين من هذه التأثيرات والمحافظة على حرية القطاع وعمله حارج الضغوط والممارسات أو العنف الذي يتهدد الصحفي أثناء عمله. كذلك و في الجهة المقابلة، أن لا تحمى الصحافة التي لا تحترم المهنية والموضوعية والتي لا تلتزم بالعمل المنظم واللائق والذي يحمل في طياته احترام الأشخاص والهياكل الوطنية والمسؤول السياسي. 

اننا كلنا مطالبون بدعم الصحافة دولة ومنظمات ونقابات وأشخاص لأنها تظل مرفق الشعب وصوت المواطن الوحيد. و يجب أن نرقى بها تنظيميا و في مستوى المهنية والحرفية ودعما أيضا من ناحية الامتيازات المالية و المهنية. 

في النهاية أقول مخاطبا الصحافيين، منحتم سلطة القلم و حرية الرأي والتعبير فكونوا لسان المواطن الفصيح بأدب ولياقة وانقلوا واقعه المعيش بكل أمانة. وأقول لنقابة الصحفيين، ان الصحافة مراة التحولات الوطنية و مجال قيم في الدولة. بلا شك تنظيمها والعمل على توفر صحافة لائقة وحرفية هو توجه هام في الحاضر والمستقبل.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.