الاسرائيليون الحقيقيون وحسناء وزارة السياحة

الحملة التي تشن هذه الايام على وزيرة السياحة الجديدة، آمال كاربول، تكشف أشياء عدة وتميط اللثام على المستور في خطابات النفاق التي تتدثر باسم الاسلام حينا وباسم الانتماء الى العروبة حينما اخر ، وباسم شعبوية غوغائية تمطرنا بشعارات النصر الاتي منذ ستة عقود فيما يغرق العرب العاربة في اوحال الهزيمة السياسية والثقافية والعسكرية مع اسرائيل منذ أكثر من ستين عاما.

التعليق على زيارة كاربول الى اسرائيل في اطار منظمة او شركة دولية لا معنى له، فهناك مليون فلسطيني من عرب 48 يحملون الجنسية الاسرائيلية، من بينهم احد اكبر عتاة المنادين بمسح اسرائيل من على وجه الارض، ونقصد الشيخ رائد صلاح حامي حمى المسجد الاقصى!

لن نتحدث عن الالاف من الفلسطينيين الذين يقفون في الطوابير يوميا للعمل في المستوطنات والذين يحلمون بالحصول على بطاقات الاقامة والعمل في اسرائيل وقد طردتهم ومرغت بهم الدول العربية وحبستهم في معتقلات جماعية اسمتها مخيمات اللاجئين.

وضع الفلسطينيين في مخيم اليورموك في دمشق اليوم خير مثال على معاملة الفلسطنيين كرهائن وكدروع بشرية. مئات الفلسطينيين يقتلون في المجازر التي ترتكب اليوم باسم المقاومة والحرية في سوريا. لا تسل عن وضع الفلسطينيين في دول الخليج حيث يعاملون معاملة العبيد. 

النفاق العربي في التعامل مع الفلسطينيين، باعتبارهم وحدهم اصحاب الحق في الاراضي المحتلة، يكشف اختلالا في التعامل مع القضية الفلسطينية. نفس التيارات التي ترفع شعارات مقاومة التطبيع منذ مؤتمر الخرطوم بعد هزيمة 67 هي نفسها التي تنكل بالفلسطنيين وتقتات من بيع قضيتهم في مزاد المنظمات الدولية.

اعتى النظم القومية لم ترفع رصاصة واحدة ضد اسرائيل واحتفظت بحالة نفاق مع اسرائيل اسمها حالة لاحرب ولا سلم. في هذه النظم القومية الوراثية سلم الاب الابن السلطة لابنه كما سلمه مهمة اخرى هي مهمة قتل شعبه بالحديد والنار بدل تحرير فلسطين.

اليوم يعرف العالم ان اعداد القتلى والمجازر التي ارتكبت في البلدان العربية على يد العرب ضد العرب وباسم الثورات العربية والحروب الطائفية كانت اكثر بكثير من ضحايا الارغون والهاجنا والعصابات الصهيونية الاخرى.

لا تسل عن الحركات الاسلامية والجهادية التي اشبعتنا منذ نصف قرن بالحديث عن مهمتها المقدسة لتحرير فلسطين من النهر الى البحر فانخرطت في حرب ذبح للمواطنين العرب من العراق الى المغرب مرورا بداعش السورية وانصار الشريعة اليمنية و وصولا الى باكو حرام النيجيرية. لم تطلق هذه التنظيمات التي تريد تحرير الارض والعرض باسم المقدس نصف رصاصة على اسرائيل وانهمكت في ذبح الابرياء بحد السكاكين تحت هتافات التكبير.

منذ حوالي ثلاثين سنة كتب شاعر العراق مظفر النواب قصيدة شهيرة حول اعطاء مفهوم حقيقي لمعنى الاسرائيلي.  توجه النواب الى العرب العاربة ووصفهم بانهم الاسرائيليون الحقيقيون "ولوكحلوا مشروعهم".

عندما يتحرر العرب العاربة ودعاة الدولة الدينية من قراءة لثقافة لم تقدهم الا الى الخراب والهزيمة وأدت بهم الى تكفير وتقتيل بعضهم البعض ذبحا بالسكاكين، يومها فقط يمكننا ان نتحدث عن مقاومة اسرائيل ورفض التطبيع وتحرير فلسطين.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.