ماذا بعد الدربي ؟ … هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرحه الترجيون اليوم للإستفادة من لقاء الأجوار الذي انهزموا فيه أمس ولتفادي نفس الهفوات والسلبيات في مرحلة البلاي أوف خصوصا وأنها كانت عديدة ومختلفة ومن غير المقبول والمعقول أن تتكرر لا من حيث غياب الإندفاع والروح الإنتصارية وهذا موضوع يخص تحضير اللاعبين نفسانيا لمثل هذه المقابلات من قبل الإطار الفني ولا من حيث " التكتيك " من تشكيلة أساسية وطريقة لعب وكيفية الإنتشار على الميدان…
كل هذه الأمور لم تكن أمس على أحسن ما يرام ومن الواجب استيعاب الدرس للظهور بوجه أفضل في قادم اللقاءات التي سيكون فيها الرهان كبيرا عكس دربي الأمس.
الخنيسي ضحية الخشونة … وسلبية حكم مبتدئ
النتيجة لن تؤثر على حظوظ الترجي الرياضي في بقية المشوار نظرا لغياب الرهان عن الدربي لكن أشياء أخرى حصلت في هذه المباراة قد تعيق الأحمر والأصفر في الفترة المقبلة وفي مقدمتها الإصابة التي تعرض لها هدافه وقد تجبره على التخلف عن اللقاءات القادمة وهذا ما ستبيّنه الكشوفات الطبية..
الخنيسي وبما أنه نقطة قوة الترجي الرياضي الهجومية الأولى كان أمس ومنذ اللحظات الأولى محل عناية قصوى من مدافعي الإفريقي وهذه العناية تعدّت المحاصرة لتصل إلى حد التدخلات العنيفة التي كانت تستوجب تعاملا جديا من الحكم المسؤول أولا وقبل أي شيء آخر على سلامة اللاعبين..
هداف الترجي الرياضي تعرض إلى تدخل عنيف أول من المدافع العيفة في الدقائق الأولى من المقابلة وكان تدخلا من الخلف وهو الذي كان السبب الحقيقي في خروجه بعد ذلك وقد اكتفى الحكم المبتدئ الذي أدار مباراة " أكبر" منه بكثير بالإعلان عن المخالفة دون إشهار الورقة الصفراء في وجه العيفة بل دون تكليف نفسه مجرد التنبيه ولو شفويا عن مدافع فريق باب الجديد والغريب في هذه اللقطة هو أن الأفارقة احتجوا على المخالفة ربما كطريقة للهروب من الإنذار سيما وأنهم لمسوا سذاجة الحكم منذ اللحظات الأولى للمباراة لتتواصل بعد ذلك التدخلات القوية على الخنيسي الذي كان محل اهتمام كبير بشتى الطرق للحد من خطورته ولم لا إجباره على مغادرة الميدان وهو تخطيط نجح فيه أبناء باب الجديد بمساعدة كبيرة جدا من حكم يفتقد للشخصية اللازمة لإدارة مباراة في هذا الحجم ولا ندري على أي مقاييس ارتكزت لجنة التحكيم لتعيين اللطيف في هذا الدربي.
بن محمد نقطة الضوء الوحيدة
في انتظار معرفة مدى خطورة إصابة طه ياسين الخنيسي ومدة الراحة التي سيركن إليها فإن الشيء الإيجابي الوحيد الذي خرج به الترجي الرياضي من دربي يوم أمس هو أيمن بن محمد الذي لعب لأول مرة كمدافع أيسر في مباراة رسمية وأبلى البلاء الحسن على الرغم من صعوبة المهمة وثقل المسؤولية مؤكدا بالمناسبة سعة إمكانياته وفنياته وكذلك قوة شخصية وحسا تكتيكيا كبيرا ساعداه على التأقلم بسرعة مع خطة جديدة عليه لم يضطلع بها سابقا..
لقد اجتاز بن محمد امتحان الدربي بسلام بل بنجاح وهذه هي نقطة الإنطلاقة بالنسبة إليه في هذا المركز الجديد الذي أظهر فيه تحسنا واضحا من الجانب الدفاعي مقارنة مع المقابلات الودية التي خاضها مع الأحمر والأصفر أثناء التربص المغلق بالمغرب خلال فترة توقف نشاط البطولة وهذا ما يبشر بمستوى أفضل في الفترة القادمة ويمكن بالتالي الجزم أن الترجي الرياضي " ربح " ظهيرا أيسر من دربي مر خلاله بقية اللاعبين بجانب الموضوع..