منذر بالضيافي: ما نلاحظه الان هو السير نحو اعادة انتاج أزمة الدولة الوطنية

كتب الصحفي والمحلل السياسي منذر بالضيافي تدوينة على صفحته الرسمية على الفيسبوك تحدث فيها عن عجز الطبقة السياسية عن إيجاد الحلول لمختلف الأزمات التي حلّت بالبلاد، معتبرا أنها تفتقد للابتكار والتجديد.

وذهب بالقول إن حكام ما بعد 14 جانفي يستنسخون حلولا قديمة لمشاكل مستعصية ومركبة، وفي ما يلي نص التدوينة كاملا:

"السمة الغالبة على المشهد التونسي، بعد 14 جانفي 2011 والى يوم الناس هذا، هي توالد واستنساخ الأزمات، وعجز الطبقة السياسية عن ايجاد حلول لهذه الأزمات، لذلك اختارت الركون الى ادارتها (أي "ادارة الأزمات") وهو ما يعبر وفي المقام الأول، عن عجز الخيال السياسي لنخبنا في الحكم والمعارضة على السواء، على تقديم بدائل وتصورات تنقذ البلاد مما تردت اليه، فلا نلاحظ الا مقاربات تفتقد للابتكار والتجديد، بل لا نبالغ في شىء بالقول أن حكامنا الجدد -منذ 14 جانفي الى اليوم- يستنسخون حلولا قديمة لمشاكل مستعصية ومركبة.

إن أزمة تونس معقدة ومركبة، ترجع جذورها الى أزمة الدولة الوطنية -دولة ما بعد الاستقلال – التي عجزت عن تأمين انتظارات وتتطلعات مواطنيها -الأصح رعاياها – وبعد نصف قرن انهار "أنموذج" هذه الدولة. في المقابل بقت النخبة السياسية مشدودة الى ارث وبرامج هذه الدولة، خاصة في ما يتعلق بالخيار التنموي وأن تكون الدولة وثرواتها وخيراتها بيد كل التونسيين، ما نلاحظه الان هو السير نحو اعادة انتاج أزمة الدولة الوطنية، في ظل أوضاع اجتماعية وأمنية متفجرة داخليا وفي الاقليم وفي العالم، وفي ظل اصرار "النخبة السياسية" على مزيد الارتهان للخارج واعتبار "شرعيتهم" من هذا الخارج وليس من رحم المجتمع المحلي. ان استمرار الوضع الراهن مثلما هو عليه، ستكون نتائجه كارثية، مزيد من فقدان التضامن المجتمعي وتفكك مؤسسات الدولة".

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.