هل يفسد محسن مرزوق "وئام" حركة النهضة ونداء تونس؟

أكّد المنسق العام لحركة مشروع تونس، محسن مرزوق ،أن حركته مفتوحة على كل الأطياف السياسية للتوحد والعمل في جبهة واحدة.

ودعا مرزوق خلال ندوة صحفية انعقدت أمس الخميس 28 أفريل 2016، كل القوى الديمقراطية التي سبق أن التفّت حول مرشح الانتخابات الرئاسية الباجي قائد السبسي إلى الانصهار في جبهة برلمانية واحدة في إطار الاستقطاب الايجابي.

وحثّ مرزوق كل الأطراف السياسية التي تؤمن بالمشروع العصري، إلى الالتفاف حول هذا المقترح، مبينا أنه يمد يده الى كل الأطراف السياسية الديمقراطية، على غرار أفاق تونس و الاتحاد الوطني الحر والمبادرة والمسار ومجموعة الـ 57 من نداء تونس التي دعت الى إعادة بناء مشروع الحزب.

في الوقت ذاته انتصر محسن مرزوق إلى مصالحة شاملة على المستوى الاقتصادي والإداري والسياسي، معبرا عن رفضه لما يروج مؤخرا بقبول حركة النهضة لمشروع قانون المصالحة الاقتصادية المقترحة من قبل رئاسة الجمهورية، مقابل عفو وطني عام.

ويأتي موقف مرزوق الرافض "لاتفاق الشيخين" المصالحة الاقتصادية والعفو الوطني العام، و"مد" يده الى ما تبقى من الندائيين، في نفس الوقت الذي كثر فيه الحديث عن "وئام" يخيم على علاقة حركة النهضة بنداء تونس خاصة بعد  "مقايضة المصالحة بالعفو الوطني" وطي صفحة الماضي..

ومما يدعم توجه حركة النهضة الى قبول "المصالحة" مع رموز النظام السابق سواء ممن ينتسبون الى التجمع المنحل أو من يصفون انفسهم بـ "الدساترة"، ذاك اللقاء الذي يعد الأول من نوعه والذي جمع رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي والأمين العام السابق لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحلّ محمد الغرياني، حيث وصف هذا الأخير "ان هذا اللقاء الأول من نوعه بين رموز الثورة وأحد أركان النظام السابق، بمثابة خطورة شجاعة وإيجابية في اطار المصالحة الوطنية والعفو العام الذي ينادي به الغنوشي، معتبرا إياها فرصة لفتح صفحة جديدة وطيّ الماضي في إطار "انعاش العلاقة المتصادمة التي ميزت لعقود المدرسة الاصلاحية الدينية والمدرسة الدستورية".

وفي سياق الحديث عن "المصالحة" أفادت صحيفة الفجر في عددها الصادر اليوم 29 أفريل أن القضية الأساسية التي  سيطرحها رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي خلال المؤتمر العاشر للحركة الذي سينعقد ايام 20 و21 و22 ماي المقبل، هي مبادرته التي تتعلق بالعفو الوطني العام أو المصالحة الوطنية الشاملة والتي بقيت لدى قواعد الحركة والرأي العام شبه غامضة.

ومن المنتظر أن يتولى رئيس حركة النهضة عرض المبادرة على مؤسّسة الشورى وحيازة موافقتها لتكون المبادرة مندرجة في السياسات العامة للحركة.

ومن هنا نتساءل عن التقارب الكبير الذي يسعى إليه الحزبان الكبيران في الساحة السياسية والذي تزامن مع بوادر علاقة جديدة بين محسن مرزوق والرئيس الشرفي للنداء الباجي  قائد السبسي مؤخرا والتي أفرزت عقْد اجتماع بينهما في قرطاج، فهل تفسد مساعي محسن مرزوق ترتيب حركة مشروع تونس والبحث لها عن حلفاء وتموقع سياسي، محاولات ترميم الشيخين لعلاقة الحزبين التي ميزها التصادم على مر سنين؟                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.